الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠٠٨

موت فوضوى صدفة



عرض يستحق المشاهدة
بقلم : كمال سلطان

رغم اننى غير متخصص فى النقد المسرحى واعرف انه يختلف تماما عن النقد السينمائى الا اننى


وجدت نفسى مدفوعا للكتابة عن العرض المسرحى المتميز موت فوضوى صدفة للكاتب الإيطالى


داريوفو , ترجمة توفيق الأسدى واخراج عادل حسان والذى يعرض حاليا بقاعة يوسف ادريس على مسرح السلام 0

وداريوفو معروف كناشط سياسى وكمسرحى هاجم النظام السياسى الايطالى وله اكثر من خمسين مسرحية كان فيها المؤلف والممثل والمخرج ومصمم الديكور واشتهرت مسرحياته بتبنيها لفكرة العدالة الإجتماعية وقد اسس مع زوجته فرانكا راما فرقة مسرحية عام 1958 وقد حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1997 0
ونحن لم نستطع الاستفادة من مسرح هذا الرجل مثلما استفاد غيرنا كسوريا مثلا التى قدمت له العديد من المسرحيات على مسارحها مثل " سوبر ماركت " لأيمن زيدان و" اللص الشريف " لمولود داود 0 حتى ان مترجم العرض الذى نحن بصدد مناقشته هو كاتب سورى له مترجمات عديدة عن الأدب العالمى سواء اكانت بمفرده أو بالأشتراك مع آخرين!

وتتمحور فكرة العرض حول انتهاكات الشرطة الإيطالية اثناء التحقيق مع أحد المواطنين – اشرف فاروق- ويبدأ التحقيق معه من خلال المفتش جوفانى – باتع خليل- ومن خلال الحوار يتبين لنا ان التهمة الموجهة للفوضوى والذى يعمل بالسكك الحديدية هى الاشتراك مع آخرين فى وضع قنبلة فى احد الأماكن المكتظة بالناس وانفجارها, ونكتشف ايضا من خلال التحقيق قدرته الفائقة على التنكر وانتحال صفات الغير مثل استاذ جامعى , و طبيب نفسى , ومجنون ومعه من الأوراق مايثبت ايداعه فى اكثر من مصحة عقلية واثناء التحقيق معه يقوم بالانتحار عن طريق القاء نفسه من النافذة ثم نراه قد حضر متنكرا فى شخصية قاضى للتحقيق فى الأسباب التى دفعت الفوضوى للانتحار ويقوم بالتحقيق مع رئيس الشرطة – سيد الفيومى – ومعاونه المفتش ديلى – كمال عطية- ويضطرهم للاعتراف بحقيقة ماحدث بالتفصيل تحت زعم مساعدتهم للخروج من المأزق وفى هذه الأثناء تحضر صحفية – سمية الإمام- لإجراء حوار مع رئيس الشرطة حول الحادث وتتوالى الأحداث 0

المخرج عادل حسان

اختيار الممثلين جاء موفقا تماما فقد استطاع اشرف فاروق ان يمتعنا بآدائه المتميز لدور الفوضوى وبهرنا بلياقته التمثيلية والبدنية العالية , كما نجح كمال عطية فى خلق جو من الكوميديا بافيهاته الجميلة والتى استطاعت ان تضحكنا رغم قتامة العرض وصنع مع زميله سيد الفيومى ثنائيا متناغما اضفى روحا من البهجة على العرض 0 وجسد باتع خليل شخصية النقيب المتجهم جوفانى بفهم كبير للشخصية0 واستطاعت سمية الإمام رغم قصر دورها ان تجسد شخصية الصحفية التى تبحث عن الحقيقة ببراعة عودتنا عليها 0
واختيار المخرج عادل حسان قاعة يوسف ادريس لتقديم العرض عليها لم يأت اعتباطا وانما تأكيدا للنهج الذى سار عليه داريوفو بخلق حالة يشارك فيها اللمشاهد مع الممثل ويكون قريبا منه دون ستار او خشبة مسرح 0
أشعار يسرى حسان جاءت معبرة تماما عن مضمون العرض وحملت اسقاطا واضحا على عصرنا الحالى واستطاعت مع موسيقى احمد الحناوى أن تكون من عوامل الجذب والنجاح للعرض 0
خلق المخرج الشاب عادل حسان حالة مسرحية متكاملة من خلال آداء الممثلين الذى كان جماعيا ولم يطغى احدهم على الآخرون مع سينوغرافيا صبحى السيد مع الإضاءة والديكور جعلتنا فى النهاية نصفق بحرارة لهذا العرض المتميز الذى يستحق المشاهدة
0

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠٠٨

بصراحة 00 بقلم : كمال سلطان

ممنوع دخول العرب


واجه الدكتور أشرف زكى نقيب الممثلين حملة شرسة جدا فى الصحافة المصرية بعد قراره الأخير بمنع مشاركة أى فنان عربى فى الأعمال المصرية سوى بعمل واحد فقط على مدار العام وذلك بعد ان لاحظ الإنتشار الرهيب للفنانين العرب فى الأعمال الفنية فى السينما والتلفزيون ويكفى مثالا على هذا الإنتشار وجود التونسية درة فى ستة أفلام سينمائية فى عامها الأول فى مصر وقامت بتوقيع عقود عددا مماثلا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية وهذا على الرغم من موهبتها الفنية المحدودة قياسا بفنانات مصريات لايجدن فرصة واحدة من الفرص التى اتيحت لها رغم امتلاكهن الموهبة الكبيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر منهن لقاء سويدان ونيرمين زعزع وهبة عبد الغنى ووفاء صادق ومنال سلامة وغيرهن 0

وقد أصبح القرار الذى اتخذه نقيب الممثلين مادة خصبة لكل الجرائد والمجلات الفنية وكذلك البرامج المختلفة على الفضائيات حتى البرامج البعيدة عن الفن ولكن البعض حول الأمر الى نزاع شخصى بينهم وبين النقيب حتى ان الصحفى ماجد حبته والذى يكتب حاليا فى جريدة البديل بعد تنقله فى اكثر من مكان تجاوز جدا فى انتقاد د0 اشرف زكى وكتب مقالا أقل مايقال عنه انه " بذىء جدا" حيث ورد فيه عبارات من عينة "أتحدى ان يتذكر أحد دورا من أدوار الممثل أشرف زكى " و " أشهر أدواره التى يتذكرها الناس أنه زوج الممثلة روجينا " والرجل دائما وابدا يترفع عن الرد على هؤلاء الصحفيين وعلى هذا الصحفى تحديدا الذى كان يعمل كمدير للتحرير مع الكاتبة ماجدة خير الله فى جريدة " استوديو مصر " والتى كان له دور كبير فى توقفها عن الصدور بسبب اسلوبه الذى لا يتناسب الا مع الصحافة الصفراء 0

ولو وافق أشرف زكى على كل العروض التى تأتيه لظهر كل عام فى أكثر من عمل تلفزيونى وسينمائى مثله فى ذلك مثل من سبقوه إلى منصبه حيث لم يكن يخلو مسلسل تلفزيونى منهم , لكن الرجل اختار ان يتفرغ تماما لعمله الإدارى واعتزل التمثيل لأكثر من عام ونصف ولم يشارك فى اية أعمال فنية سوى فيلم " طباخ الرئيس " مع طلعت زكريا 00 ولقد سألته يوما لماذا لايرد على من يهاجموه فقال لى اما ان أعمل واما ان اتفرغ للرد على من يهاجموننى وقد اخترت ان أعمل 0

وأخيرا وليس آخرا 00 فبرغم اعتراضنا الشديد على الهجوم الضارى الذى ناله الدكتور أشرف زكى الا أننا ضد القرار ونرى انه جاء متسرعا ولم تتم دراسته جيدا وهو مادفعه للتراجع عن بعض ماجاء به واستثناء عدد من النجوم العرب من هذا القرار وعلى رأسهم جمال سليمان وايمن زيدان وهند صبرى وأعتقد ان القرار فى مجمله يحتاج الى اعادة نظر من نقيب الممثلين فمنع العرب من
المشاركة فى الأعمال المصرية ليس هوالباب الصحيح لتشغيل المئات من الفنانين المصريين العاطلين 0