الخميس، ١٠ نوفمبر ٢٠١١

طارق دسوقي : مسرحية "فيه إيه يا مصر" تقدم الحل لمشكلة الفتنة الطائفية




· نؤكد من خلال العرض أن الهدف هو زعزعة الإخاء بين المصريين
· على المسرح أن يحقق المتعة السمعية والبصرية حتى يستطيع اجتذاب الجمهور
· حصاري في أدوار الفتى الطيب خلق جسرا من الحب بيني وبين الناس
· اتجهت إلى التلفزيون لأنني لم أدرك أن السينما هي التاريخ الحقيقي للممثل
· توقفت عن الإنتاج بعد ظهور منتجين لا علاقة لهم بالفن
· زوجتي اعتزلت التمثيل من أجل البيت والأولاد

بدأت ميوله الفنية منذ كان طفلا صغيرا حيث كان يقوم بتقليد المشاهد التي كان يراها في السينما لكبار النجوم , اشترك في فريق التمثيل بالمرحلة الثانوية ونال المركز الثاني كأحسن ممثل على مستوى مدارس الجمهورية , وفى كلية التجارة بجامعة عين شمس استطاع أن يحصل على لقب أفضل ممثل أول لعامين متتاليين , التحق بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبدأت انطلاقته الفنية أثناء دراسته بالمعهد وكانت من خلال السينما فتعامل مع عمالقة التمثيل والإخراج مثل أشرف فهمي وعلى عبد الخالق , وشادية وعزت العلايلى ونور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي . ثم قرر فجأة تحويل مساره من السينما إلى التلفزيون .. والمسرح , وعلى خشبة مسرح السلام يقف حاليا الفنان طارق دسوقي لتجسيد دوره في العرض المسرحي المتميز "فيه ايه يا مصر" تأليف سراج الدين عبد القادر وإخراج ياسر صادق ويشاركه البطولة محمد رمضان وراندا البحيرى وشريف صبحي وعنايات صالح بالإضافة لنجوم المسرح الحديث حول تجربته في هذا العرض ومدى رضاه عن الإقبال الجماهيري , وحول أفكاره الشخصية عن الفن والسياسة يفتح لنا طارق دسوقي قلبه وعقله في هذا الحوار ..




كيف تقيّم تجربتك في العرض المسرحي "فيه إيه يا مصر" ؟

هذا العمل يعتبر من أهم وأخطر الأعمال التي تناولت محاولة إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين مع شديد احترامي لكل الأعمال التي تناولت تلك القضية من قبل إلا أنها كانت تفتقد إلى العمق وكانت تتناول الموضوع بسطحية لكنها لم تعالج القضية ولم تطرح لها حلولا , لكننا في المسرحية نطرح القضية من العمق ونحاول وضح حلول لها وذلك من خلال الاستشهاد بمواقف سابقة من السيرة النبوية الشريفة وتعاليم السيد المسيح ونعرض المسألة من خلال القرآن والسنة والإنجيل أيضا ونؤكد على أن محاولات إشعال الفتنة الطائفية بعيدة عما تقره كل الديانات وجميع الكتب السماوية وإنما هي قوى سواء من الداخل أو الخارج هدفها زعزعة الاستقرار والإخاء والأمن بين كل طوائف الشعب المصري بكل ما يحمله هذا البلد من ثقل حضاري وجغرافي وتاريخي.

وهل أنت راض عن الاستقبال الجماهيري للعرض؟

كل من شاهد هذا العمل من مسيحيين أو من مسلمين أو شخصيات عامة ونقاد وإعلاميين أشادوا به كثيرا , لكن للأسف مازال الإقبال الجماهيري ضعيف وهو أمر لا يخص مدى جودة العرض أو ذوق الجماهير وإنما يخص مسألة الدعاية والتسويق فهذا العرض من إنتاج وزارة الثقافة ويجب عليها أن تعمل على أن يراه أكبر عدد من الجمهور ويجب تسويقه في المدارس والجامعات والنقابات والمؤسسات العمالية إلى جانب أنه من المفترض أن يقوم العرض بجولة في كل محافظات مصر حتى يتسنى للجميع مشاهدته كما يجب أن يتم تصويره و إذاعته حتى يتسنى للملايين مشاهدته في كل الوطن العربي .




بصفتك أحد أبناء مسرح الدولة, ما الذي ينقص المسرح ليستطيع اجتذاب الجمهور ؟

ينقصه ما نطرحه في هذا العرض وهو تحقيق المتعة البصرية والفكرية , فليس معنى أننا نطرح قضية مهمة وخطيرة أن نناقشها بصورة قاتمة وأن يفتقد العمل المتعة السمعية والبصرية , فيجب أن يحتوى العرض على جميع عناصر العرض المسرحي الجيد المشرف التي تستطيع أن تجتذب المشاهد وهذا ما نحاول تقديمه في عرض "فيه إيه يا مصر" فالعرض يحتوى على كل عناصر الفرجة المسرحية مثل الغناء ولإنشاد والديكور والكوميديا إلى جانب عمق القضية التي نطرحها .


بدايتك السينمائية القوية كانت تؤهلك لاحتلال مكانة سينمائية متميزة بين أبناء جيلك ,لكنك فاجأت الجميع بالانسحاب والتحول إلى التلفزيون .. فما سر هذا التحول ؟

السبب الرئيسي هو أنني لم أكن مدركا في ذلك الوقت أن السينما هي تاريخ الفنان وذاكرة الأمة على الرغم من أنني قدمت أربعة أفلام مهمة جدا مثل "العار" و"لا تسألني من أنا" و"السادة المرتشون" , لكن حجم أدواري بها لم يكن يرضيني , وفى نفس الوقت حصلت على بطولات كبيرة في التلفزيون ووجدت أدوارا أستطيع معها إخراج جميع طاقاتي الفنية فاتجهت للتلفزيون بكل ثقلي , وعندما قررت العودة للسينما كانت هوجة أفلام المقاولات قد بدأت تغزوها فأصبحت بين خيارين أن أستمر في تقديم أدوار متميزة في التلفزيون أم أعود للسينما من خلال أفلام لن تعيش طويلا ففضلت البقاء في التلفزيون , وفى وقت من الأوقات قررت أن أمسك العصا من المنتصف وقدمت عدة أفلام لكنها لم تحقق النجاح المأمول مثل "المعلمة سماح" و "رجل ضد القانون" و"التعويذة" وكانت آخر مشاركة سينمائية لي من خلال فيلم "ناصر "56 عندما جسدت دور المشير عامر, لكنني أدركت في النهاية أنني يجب أن أكون مع العمل الجيد أينما وجد سواء سينما أو مسرح أو تلفزيون .



ظللت محصورا لفترة في أدوار الفتى الطيب الرومانسي ثم تحولت إلى أدوار الشر في أكثر من عمل درامي, فهل كان هذا التحول مقصودا من جانبك أم أنه فرض عليك ؟


بالتأكيد, ففي بداياتي حصرني المنتجين والمخرجين في دور الفتى الطيب الشهم وهذه الأدوار في الحقيقة ساعدتني في خلق جسر من الحب بيني وبين الجمهور خاصة أننا شعب عاطفي ونميل إلى مثل تلك النوعية من الأدوار, لكنها تظل إطار محدود وضيق لإبداعات أي فنان لذلك فقد تمردت على هذه النوعية من الأدوار وقدمت عددا من أدوار الشر في مسلسلات عديدة منها "السجين" و"دقات الساعة" و"شاطئ الخريف" كذلك قدمت دور صعيدي في "سوق الرجالة" وقدمت فلاح في "نار ورماد", لأن التنويع مهم جدا لأي ممثل .


هناك مقولة يرددها البعض عن أن جيلكم الفني تاه بين جيلين, فهل توافق على تلك المقولة ؟

أوافق تماما , فجيلي من أسوأ الأجيال حظا رغم أنه جيل متميز وموهوب وواع لكنه للأسف نشأ وترعرع في ظل مناخ فني وسياسي بالغ الصعوبة على المستويين المحلى والعالمي ومع ذلك يحاول بأقصى ما لديه بذل الجهد حتى يكون على الخريطة ويكون مميز إلى جانب أن الجيل الذي سبقنا ظل يقدم أدوار طلبة الجامعة حتى سن الخمسين , والجيل الذي تلانا كان جيل الكوميديا والأفلام السريعة لذلك فقد ضعنا بينهما بالفعل .



لك تجربة مهمة في الإنتاج للتلفزيون كيف بدأت ولماذا لم تستمر ؟

كونت شركة إنتاج مع زميلي السيناريست مصطفى إبراهيم , ليس بغرض أن نعمل في تلك الأعمال فقد كنا متواجدين بشكل قوى في الدراما , ولكننا رأينا أن نقدم أعمال فنية مختلفة عن السائد وقدمنا أكثر من عمل متميز منها مسلسل "الفسطاط" بطولة نيرمين الفقى وعلا غانم وأحمد خليل ولقاء سويدان وظهرت فيه كضيف شرف ولم يكن من تأليف مصطفى إبراهيم , ثم قدمنا معا مجموعة سهرات منفصلة متصلة كان بها عدد من النجوم والنجمات وكانت من إخراج ثلاث مخرجين , ثم وجدنا أن المناخ الفنى قد تغير ودخل منتجين ليس لهم علاقة بالإنتاج وأصبحت المسألة إما غسيل أموال أو تقديم مسلسل لحشوه بالإعلانات وممثلين يحصلون على ملايين الجنيهات فوجدنا أنفسنا بعيدين كل البعد عن هذا فقررنا التوقف حتى تنتظم المسألة فنعود للإنتاج من جديد .




إلى أي مدى أثرت ثورة 25 يناير في شكل الأعمال الفنية التي عرضت خلال الفترة الماضية ؟

لم يظهر بعد تأثير الثورة ونحتاج لمزيد من الوقت عندما تنضج التجربة وتكتمل ليتم تقييمها بما يليق بها وفى نفس الوقت أحب أن أؤكد أن الفنانين المحترمين قبل الثورة سيظلون كما هم بعدها والفنانين التافهين سيظلون كما هم لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا سوى التفاهة وأنا أراهن على الجمهور أن يلفظ تلك النوعية من الأعمال ؟




من هو المرشح المحتمل لرئاسة مصر من وجهة نظر طارق دسوقي ؟

هناك العديد من الأسماء الجيدة , لكنني يعنيني الوطني المخلص العاشق لمصلحة هذا البلد وأن يكون واحد من الشعب المصري وقبل ذلك كله نرجو أن يتم سرعة انتخاب المجالس النيابية ووضع دستور يرسم صورة رئيس لا يتم منحه كل الصلاحيات ولا يتم تأليهه وأن يكون الشعب هو الحاكم , ولكن ان طلبت منى تحديد اسم محدد فأنا أميل للأستاذ حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فهذين الرجلين لهما تاريخ نضالي مشرف ولم يحيدا يوما عن الطريق القويم منذ كانا طالبين بالجامعة .


ألم تفكر يوما في الترشح لمنصب سياسي أو شغل منصب إداري في موقع ما ؟

عرض على أكثر من مرة أن أشغل منصب مدير المسرح الحديث أو رئيس لهيئة المسرح خاصة وأنني عضو بالمسرح الحديث على درجة فنان قدير , لكنني كنت أعتذر دائما لأنني لم أكن تحقيق الرؤى التي كنت أنشدها في ظل وجود النظام السابق , لكنني أعتقد أنني يمكن أن أفكر جديا في الأمر بعد تغير المناخ وتغير النظام في مصر .




ما الذي أضافه إليك عملك كسفير لمؤسسة الإغاثة الإسلامية, وما الذي أخذه منك ؟

شرف لي أن أكون سفيرا لمؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم وهى من كبرى المؤسسات الخيرية ولها فروع في 44أكثرمن دولة ومقرها الرئيسي بإنجلترا وقد سافرت معهم للعديد من المناطق المنكوبة مثل دارفور وغزة والعراق وهى تقوم بإغاثة أي منكوب بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو لونه وقد أضاف العمل لي أكثر مما أضفت له فيكفى أنني شعرت بقيمتي وقدرتي على مد يد العون للمحتاجين وهى مسألة لا يشعر بها إلا من لديه القدرة على العطاء .



وأخيرا وليس آخرا من هو طارق دسوقي الزوج والأب ؟

أنا متزوج من داليا البياع وهى حاصلة على بكالوريوس تجارة وكانت مشروع ممثلة وشاركت في عدد من الأعمال الفنية ولكن بعد زواجنا فضلت التفرغ لتربية الأولاد واكتفت بأن يكون هناك شخص واحد فى البيت يحترف التمثيل ويشبع الرغبة الفنية فى الأسرة ولدى أربعة أبناء هم "لجينة" و"أحمد" و"مازن" و"هنا" وهم شركائي في كل نجاح أحققه .