الخميس، ١٠ نوفمبر ٢٠١١

طارق دسوقي : مسرحية "فيه إيه يا مصر" تقدم الحل لمشكلة الفتنة الطائفية




· نؤكد من خلال العرض أن الهدف هو زعزعة الإخاء بين المصريين
· على المسرح أن يحقق المتعة السمعية والبصرية حتى يستطيع اجتذاب الجمهور
· حصاري في أدوار الفتى الطيب خلق جسرا من الحب بيني وبين الناس
· اتجهت إلى التلفزيون لأنني لم أدرك أن السينما هي التاريخ الحقيقي للممثل
· توقفت عن الإنتاج بعد ظهور منتجين لا علاقة لهم بالفن
· زوجتي اعتزلت التمثيل من أجل البيت والأولاد

بدأت ميوله الفنية منذ كان طفلا صغيرا حيث كان يقوم بتقليد المشاهد التي كان يراها في السينما لكبار النجوم , اشترك في فريق التمثيل بالمرحلة الثانوية ونال المركز الثاني كأحسن ممثل على مستوى مدارس الجمهورية , وفى كلية التجارة بجامعة عين شمس استطاع أن يحصل على لقب أفضل ممثل أول لعامين متتاليين , التحق بعدها بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبدأت انطلاقته الفنية أثناء دراسته بالمعهد وكانت من خلال السينما فتعامل مع عمالقة التمثيل والإخراج مثل أشرف فهمي وعلى عبد الخالق , وشادية وعزت العلايلى ونور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي . ثم قرر فجأة تحويل مساره من السينما إلى التلفزيون .. والمسرح , وعلى خشبة مسرح السلام يقف حاليا الفنان طارق دسوقي لتجسيد دوره في العرض المسرحي المتميز "فيه ايه يا مصر" تأليف سراج الدين عبد القادر وإخراج ياسر صادق ويشاركه البطولة محمد رمضان وراندا البحيرى وشريف صبحي وعنايات صالح بالإضافة لنجوم المسرح الحديث حول تجربته في هذا العرض ومدى رضاه عن الإقبال الجماهيري , وحول أفكاره الشخصية عن الفن والسياسة يفتح لنا طارق دسوقي قلبه وعقله في هذا الحوار ..




كيف تقيّم تجربتك في العرض المسرحي "فيه إيه يا مصر" ؟

هذا العمل يعتبر من أهم وأخطر الأعمال التي تناولت محاولة إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين مع شديد احترامي لكل الأعمال التي تناولت تلك القضية من قبل إلا أنها كانت تفتقد إلى العمق وكانت تتناول الموضوع بسطحية لكنها لم تعالج القضية ولم تطرح لها حلولا , لكننا في المسرحية نطرح القضية من العمق ونحاول وضح حلول لها وذلك من خلال الاستشهاد بمواقف سابقة من السيرة النبوية الشريفة وتعاليم السيد المسيح ونعرض المسألة من خلال القرآن والسنة والإنجيل أيضا ونؤكد على أن محاولات إشعال الفتنة الطائفية بعيدة عما تقره كل الديانات وجميع الكتب السماوية وإنما هي قوى سواء من الداخل أو الخارج هدفها زعزعة الاستقرار والإخاء والأمن بين كل طوائف الشعب المصري بكل ما يحمله هذا البلد من ثقل حضاري وجغرافي وتاريخي.

وهل أنت راض عن الاستقبال الجماهيري للعرض؟

كل من شاهد هذا العمل من مسيحيين أو من مسلمين أو شخصيات عامة ونقاد وإعلاميين أشادوا به كثيرا , لكن للأسف مازال الإقبال الجماهيري ضعيف وهو أمر لا يخص مدى جودة العرض أو ذوق الجماهير وإنما يخص مسألة الدعاية والتسويق فهذا العرض من إنتاج وزارة الثقافة ويجب عليها أن تعمل على أن يراه أكبر عدد من الجمهور ويجب تسويقه في المدارس والجامعات والنقابات والمؤسسات العمالية إلى جانب أنه من المفترض أن يقوم العرض بجولة في كل محافظات مصر حتى يتسنى للجميع مشاهدته كما يجب أن يتم تصويره و إذاعته حتى يتسنى للملايين مشاهدته في كل الوطن العربي .




بصفتك أحد أبناء مسرح الدولة, ما الذي ينقص المسرح ليستطيع اجتذاب الجمهور ؟

ينقصه ما نطرحه في هذا العرض وهو تحقيق المتعة البصرية والفكرية , فليس معنى أننا نطرح قضية مهمة وخطيرة أن نناقشها بصورة قاتمة وأن يفتقد العمل المتعة السمعية والبصرية , فيجب أن يحتوى العرض على جميع عناصر العرض المسرحي الجيد المشرف التي تستطيع أن تجتذب المشاهد وهذا ما نحاول تقديمه في عرض "فيه إيه يا مصر" فالعرض يحتوى على كل عناصر الفرجة المسرحية مثل الغناء ولإنشاد والديكور والكوميديا إلى جانب عمق القضية التي نطرحها .


بدايتك السينمائية القوية كانت تؤهلك لاحتلال مكانة سينمائية متميزة بين أبناء جيلك ,لكنك فاجأت الجميع بالانسحاب والتحول إلى التلفزيون .. فما سر هذا التحول ؟

السبب الرئيسي هو أنني لم أكن مدركا في ذلك الوقت أن السينما هي تاريخ الفنان وذاكرة الأمة على الرغم من أنني قدمت أربعة أفلام مهمة جدا مثل "العار" و"لا تسألني من أنا" و"السادة المرتشون" , لكن حجم أدواري بها لم يكن يرضيني , وفى نفس الوقت حصلت على بطولات كبيرة في التلفزيون ووجدت أدوارا أستطيع معها إخراج جميع طاقاتي الفنية فاتجهت للتلفزيون بكل ثقلي , وعندما قررت العودة للسينما كانت هوجة أفلام المقاولات قد بدأت تغزوها فأصبحت بين خيارين أن أستمر في تقديم أدوار متميزة في التلفزيون أم أعود للسينما من خلال أفلام لن تعيش طويلا ففضلت البقاء في التلفزيون , وفى وقت من الأوقات قررت أن أمسك العصا من المنتصف وقدمت عدة أفلام لكنها لم تحقق النجاح المأمول مثل "المعلمة سماح" و "رجل ضد القانون" و"التعويذة" وكانت آخر مشاركة سينمائية لي من خلال فيلم "ناصر "56 عندما جسدت دور المشير عامر, لكنني أدركت في النهاية أنني يجب أن أكون مع العمل الجيد أينما وجد سواء سينما أو مسرح أو تلفزيون .



ظللت محصورا لفترة في أدوار الفتى الطيب الرومانسي ثم تحولت إلى أدوار الشر في أكثر من عمل درامي, فهل كان هذا التحول مقصودا من جانبك أم أنه فرض عليك ؟


بالتأكيد, ففي بداياتي حصرني المنتجين والمخرجين في دور الفتى الطيب الشهم وهذه الأدوار في الحقيقة ساعدتني في خلق جسر من الحب بيني وبين الجمهور خاصة أننا شعب عاطفي ونميل إلى مثل تلك النوعية من الأدوار, لكنها تظل إطار محدود وضيق لإبداعات أي فنان لذلك فقد تمردت على هذه النوعية من الأدوار وقدمت عددا من أدوار الشر في مسلسلات عديدة منها "السجين" و"دقات الساعة" و"شاطئ الخريف" كذلك قدمت دور صعيدي في "سوق الرجالة" وقدمت فلاح في "نار ورماد", لأن التنويع مهم جدا لأي ممثل .


هناك مقولة يرددها البعض عن أن جيلكم الفني تاه بين جيلين, فهل توافق على تلك المقولة ؟

أوافق تماما , فجيلي من أسوأ الأجيال حظا رغم أنه جيل متميز وموهوب وواع لكنه للأسف نشأ وترعرع في ظل مناخ فني وسياسي بالغ الصعوبة على المستويين المحلى والعالمي ومع ذلك يحاول بأقصى ما لديه بذل الجهد حتى يكون على الخريطة ويكون مميز إلى جانب أن الجيل الذي سبقنا ظل يقدم أدوار طلبة الجامعة حتى سن الخمسين , والجيل الذي تلانا كان جيل الكوميديا والأفلام السريعة لذلك فقد ضعنا بينهما بالفعل .



لك تجربة مهمة في الإنتاج للتلفزيون كيف بدأت ولماذا لم تستمر ؟

كونت شركة إنتاج مع زميلي السيناريست مصطفى إبراهيم , ليس بغرض أن نعمل في تلك الأعمال فقد كنا متواجدين بشكل قوى في الدراما , ولكننا رأينا أن نقدم أعمال فنية مختلفة عن السائد وقدمنا أكثر من عمل متميز منها مسلسل "الفسطاط" بطولة نيرمين الفقى وعلا غانم وأحمد خليل ولقاء سويدان وظهرت فيه كضيف شرف ولم يكن من تأليف مصطفى إبراهيم , ثم قدمنا معا مجموعة سهرات منفصلة متصلة كان بها عدد من النجوم والنجمات وكانت من إخراج ثلاث مخرجين , ثم وجدنا أن المناخ الفنى قد تغير ودخل منتجين ليس لهم علاقة بالإنتاج وأصبحت المسألة إما غسيل أموال أو تقديم مسلسل لحشوه بالإعلانات وممثلين يحصلون على ملايين الجنيهات فوجدنا أنفسنا بعيدين كل البعد عن هذا فقررنا التوقف حتى تنتظم المسألة فنعود للإنتاج من جديد .




إلى أي مدى أثرت ثورة 25 يناير في شكل الأعمال الفنية التي عرضت خلال الفترة الماضية ؟

لم يظهر بعد تأثير الثورة ونحتاج لمزيد من الوقت عندما تنضج التجربة وتكتمل ليتم تقييمها بما يليق بها وفى نفس الوقت أحب أن أؤكد أن الفنانين المحترمين قبل الثورة سيظلون كما هم بعدها والفنانين التافهين سيظلون كما هم لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا سوى التفاهة وأنا أراهن على الجمهور أن يلفظ تلك النوعية من الأعمال ؟




من هو المرشح المحتمل لرئاسة مصر من وجهة نظر طارق دسوقي ؟

هناك العديد من الأسماء الجيدة , لكنني يعنيني الوطني المخلص العاشق لمصلحة هذا البلد وأن يكون واحد من الشعب المصري وقبل ذلك كله نرجو أن يتم سرعة انتخاب المجالس النيابية ووضع دستور يرسم صورة رئيس لا يتم منحه كل الصلاحيات ولا يتم تأليهه وأن يكون الشعب هو الحاكم , ولكن ان طلبت منى تحديد اسم محدد فأنا أميل للأستاذ حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فهذين الرجلين لهما تاريخ نضالي مشرف ولم يحيدا يوما عن الطريق القويم منذ كانا طالبين بالجامعة .


ألم تفكر يوما في الترشح لمنصب سياسي أو شغل منصب إداري في موقع ما ؟

عرض على أكثر من مرة أن أشغل منصب مدير المسرح الحديث أو رئيس لهيئة المسرح خاصة وأنني عضو بالمسرح الحديث على درجة فنان قدير , لكنني كنت أعتذر دائما لأنني لم أكن تحقيق الرؤى التي كنت أنشدها في ظل وجود النظام السابق , لكنني أعتقد أنني يمكن أن أفكر جديا في الأمر بعد تغير المناخ وتغير النظام في مصر .




ما الذي أضافه إليك عملك كسفير لمؤسسة الإغاثة الإسلامية, وما الذي أخذه منك ؟

شرف لي أن أكون سفيرا لمؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم وهى من كبرى المؤسسات الخيرية ولها فروع في 44أكثرمن دولة ومقرها الرئيسي بإنجلترا وقد سافرت معهم للعديد من المناطق المنكوبة مثل دارفور وغزة والعراق وهى تقوم بإغاثة أي منكوب بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو لونه وقد أضاف العمل لي أكثر مما أضفت له فيكفى أنني شعرت بقيمتي وقدرتي على مد يد العون للمحتاجين وهى مسألة لا يشعر بها إلا من لديه القدرة على العطاء .



وأخيرا وليس آخرا من هو طارق دسوقي الزوج والأب ؟

أنا متزوج من داليا البياع وهى حاصلة على بكالوريوس تجارة وكانت مشروع ممثلة وشاركت في عدد من الأعمال الفنية ولكن بعد زواجنا فضلت التفرغ لتربية الأولاد واكتفت بأن يكون هناك شخص واحد فى البيت يحترف التمثيل ويشبع الرغبة الفنية فى الأسرة ولدى أربعة أبناء هم "لجينة" و"أحمد" و"مازن" و"هنا" وهم شركائي في كل نجاح أحققه .

السبت، ١٨ يونيو ٢٠١١

الفاجومى .. واللعب على وتر ثورة 25 يناير

بقلم \ كمال سلطان


عندما يتصدى مخرج سينمائي لإخراج مسلسل تلفزيوني فإنه ينقل كل عناصر الإبهار والحبكة السينمائية إلى التلفزيون, فيجعل الجمهور في حالة نشوة وسعادة مما يراه على الشاشة الصغيرة من فن سينمائي دون أن يذهب إلى دار العرض.



والأمثلة على ذلك كثيرة فقد فعلها كبار مخرجي السينما وشبابها أيضا مثل سمير سيف وخيري بشارة ومحمد عبد العزيز ومجدي أحمد على وسامح عبد العزيز وهالة خليل ومحمد على .



أما أن يحدث العكس ونرى مخرجا تلفزيونيا على شاشة السينما فإن الأمر يختلف تماما فهو دونما وعى منه يقوم بالإخراج بنفس أسلوبه في التلفزيون وهذا هو الفخ الذي سقط فيه المخرج عصام الشماع في فيلمه الجديد "الفاجومى" فعلى الرغم من نجاح تجاربه المتعددة في التلفزيون إلا أنه لم يستطع أبدا أن يقنعنا أننا نشاهد فيلما سينمائيا , وهذا ليس رأيي الشخصي وإنما رأى اتفق عليه عدد ليس بالقليل من الجمهور العادي الذي شاهد الفيلم .



ولو أننا عددنا معا مواقع التصوير التي رأيناها في الفيلم فلن تزيد على أصابع اليد الواحدة فهي إما في بيت الشيخ إمام أو في الحارة أو الجامعة أو المعتقل وفى مشاهد قليلة في منزل أسرة فرح يوسف الذي رغم فخامة ديكوراته لم يستفد منه الشماع أضف إلى ذلك مشهد الماستر سين الذي يضم الصاوي وصلاح عبد الله على الكورنيش.



الغالبية العظمى لمشاهد الفيلم كانت داخلية ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن الفترة الزمنية التي تدور بها الأحداث لم تكن تسمح بالتصوير في شوارع القاهرة أو الإسكندرية في الوقت الحالي لكن هذا مردود عليه فقد سبق أن فعلها أنور القوادرى في فيلم "جمال عبد الناصر" , كما فعلها محمد فاضل في فيلم "ناصر 56" وان كان تصوير أغلب مشاهده قدتم في مدينة الإنتاج الإعلامي إلا أن المخرج أعطانا إيحاءا أنه تصوير خارجي بالفعل , كما أنه كان من أول الأعمال التي يتم تصويرها في المدينة ولم تكن الديكورات قد استهلكت في العديد من الأعمال الفنية وأصبحت محروقة كما هو الحال اليوم .



ومع احترامي وتقديري لكل الأقلام التي أشادت بأداء خالد الصاوي لدوره في هذا الفيلم ومع حبي الشخصي له إلا أنني أرى أن الفاجومى هو أسوأ أدواره على الإطلاق فليس هذا هو حاتم رشيد في "عمارة يعقوبيان" وليس هذا هو العميد رشدى وهدان في "الجزيرة" ولا المقدم حسن في "أهل كايرو" ولا هشام المراغى فى "قانون المراغى" ولا الأسطى زينهم في "الفرح" ولا بلعوم المطرب الشعبي في "كباريه" .. لم يكن هذا هو خالد الصاوي الذي أجبر الجميع نقادا وجماهير وكذا فنانين ومخرجين من أجيال مختلفة على رفع القبعة والانحناء لعظمة أدائه في جميع أدواره السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.



لم يكن هناك مشكلة أبدا في أن تطول مدة الفيلم عن ساعتين حتى يعطى المخرج نفسه وقتا لاستعراض تلك الفترة الطويلة من حياة نجم وحياة مصر سياسيا واجتماعيا بالقدر المناسب لها , لم يكن هناك ضرورة للتعجل في إنهاء التصوير وطرح الفيلم بسرعة في هذا التوقيت للاستفادة من فورة الجماهير الحماسية في الإقبال على مشاهدة الفيلم وهو ما لم يحدث , لم يكن هناك داع أيضا للإغراق في المشاهد الجنسية لمداعبة شباك التذاكر , ولم يكن هناك داع بأي حال من الأحوال للقفز بالأحداث من الثمانينيات إلى أيامنا تلك لحشو مشهد لميدان التحرير واللعب على وتر ثورة 25 يناير .


السبت، ١١ يونيو ٢٠١١

أحمد عبد الحليم : مسرحية بلقيس كانت إرهاصة لثورة 25 يناير

حوار \ كمال سلطان

تصوير \ أحمد عوض

يحمل المخرج المسرحي الكبير أحمد عبد الحليم تاريخا حافلا فوق كتفيه سواء كمخرج مسرحي متميز قدم العديد من العروض الناجحة مثل "الملك لير" , "مأساة الحلاج" , "جواز على ورقة طلاق" و "ملك يبحث عن وظيفة" , أو كممثل شارك في العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية يظل أبرزها تصديه لبطولة فيلم "يوميات نائب في الأرياف" إخراج توفيق صالح , كما أنه شغل عددا من المناصب الإدارية حيث عمل مديرا لمسرح الطليعة في بداية السبعينات ومديرا للمسرح القومي في أوائل التسعينات وكذلك أستاذا بالمعهد العالي للفنون المسرحية .

ومن إنتاج المسرح القومي يقف حاليا على مسرح ميامى ليخرج العرض المسرحي المتميز "بلقيس" الذي كتبه محفوظ عبد الرحمن ويقوم ببطولته رغدة وأحمد سلامة ومفيد عاشور واحمد عبد الوارث وصبري عبد المنعم .

وفى هذا الحوار يفتح لنا الدكتور أحمد عبد الحليم قلبه وعقله ليحدثنا عن عرض بلقيس وأشياء أخرى .


عرض بلقيس أخذ ستة أعوام كاملة حتى خرج إلى النور , فمال هي أبرز العقبات التي واجهتك خلال تلك الفترة ؟

العرض بالفعل أخذ ستة أعوام حتى استطعنا عرضه وأزعم أن هذا العرض ينتمي إلى تلك النوعية من العروض التي تحتاج إلى مخرج من نوع خاص يتفهم النص خاصة وأنه لكاتب متميز هو الأستاذ محفوظ عبد الرحمن الذي جلست معه لمناقشته في بعض النقاط المتعلقة بالنص والحقيقة انه كان متفهما واستجاب لما أبديته من ملاحظات وتفاهمنا على الخطوط العريضة للمسرحية والحقيقة أن الاختيار يكون نوع من التحدي بيني وبين نفسي في تقديم عرض يناسب كل الشرائح وليس لفئة محددة من الناس لأن هذا هو عملي الذي أفهمه جيدا ويشهد على ذلك مسرحياتي العديدة والتي كان آخرها "الملك لير" والذي استمر يعرض على خشبة مسرح الدولة لستة أعوام , وقد لمست بنفسي في عرض "بلقيس" ردود أفعال الجمهور الذي شاهد العرض فهناك مجموعة من الناس البسطاء ابدوا لي سعادتهم الكبيرة بالعرض وكذلك المثقفين أيضا وأنا أتمنى ألا ينتهي عرض تلك المسرحية قبل أن يشاهدها كل الشعب المصري .

هل ترى أن العرض تعرض للظلم ولم يأخذ حقه إعلاميا بسبب عرضه بعد ثورة 25 يناير مباشرة ؟

لا شك أن الفترة التي نمر بها حاليا بعد الثورة المباركة وكذلك دخولنا على مشارف الامتحانات قد أثرت على نسبة التجاوب الجماهيري مع العرض ومن محاسن الصدف أن هذا العرض هو إرهاصة لثورة 25 يناير , فأنا بصفتي واحدا من الشعب المصري كنت ألمس عن قرب المعاناة التي يعانيها الناس في كل مكان لكننا لم نكن نستطيع التعبير عن ضيقنا من هذا الظلم وذلك على الرغم من وجود هامش من الحرية وهو ما أعطانا الفرصة للتعبير عن غضبنا من خلال بعض الأعمال الفنية , وبلقيس هو العمل الفني الذي حدث بينه وبين الثورة نقطة تلاق ويتبين ذلك من خلال بلقيس ورحلتها في التيه وعودتها من الرحلة بشعارات قوية وأفكار مختلفة .



رأى بعض النقاد أن الفنانة رغدة بطلة العرض غير مناسبة للدور من الناحية العمرية , فما تعليقك؟

المسرح غير مرتبط بالسن فلو كنا نقدم بلقيس في التلفزيون أو السينما فلن أختلف معك في ذلك , أضف إلى ذلك أن الفنانة رغدة بتمكنها من الأداء وبقامتها الممشوقة ولغتها العربية الدقيقة مناسبة جدا للدور ولديها إحساس واهتمام بتلك النوعية من الأدوار وأضرب لك مثلا بفاطمة رشدي في مصر وسارة برنار في المسرح الفرنسي فقد كانت تقدم أدوار مختلفة تماما عن سنها في أواخر أيامها على المسرح وكانت تعطى من إحساسها بأبعاد الدور ما يقنعك بأنها مناسبة تماما للدور وهذا الأمر ينطبق على رغدة ولولا أننا نعرفها ونعرف سنها الحقيقي لما انتبه احد إلى تلك النقطة فهي على المسرح لا يبدو عليها مسألة السن هذه وأنا أرى أنها أنسب ممثلة لذلك الدور .

لكن ترشيحك الأول كان للفنانة غادة عبد الرازق لتلعب دور بلقيس ؟

غادة لم تكن ترشيحي وإنما كان اقتراح من الدكتور أشرف زكى رئيس البيت الفني السابق وأنال لا أعتقد أن غادة يمكن أن تترك مسلسل "سمارة" التي حصلت فيه على أجر عشرة ملايين لتعمل في مسرح الدولة المعروف بقلة أجوره .



ما سر استبعاد بعض الفنانين من بطولة العرض بعد الاستقرار عليهم ومشاركتهم في البروفات مثل الفنانة سميرة عبد العزيز والفنان أحمد فؤاد سليم ؟

أحمد فؤاد سليم اعتذر وكذلك سميرة عبد العزيز التي كانت الترشيح الأول لدور الأم فرشحت جليلة محمود واعتذرت أيضا فرشحت نيرمين كمال التى اضطررت لاستبعادها بسبب عدم التزامها بمواعيد البروفات .

ولكن الفنانة نيرمين كمال صرحت بأنها تركت العرض بسبب تجاوزات الفنانة رغدة أثناء البروفات ؟

هذا كذب وافتراء , وغير حقيقي بالمرة فنيرمين كانت دائما ما تحضر متأخرة جدا عن مواعيدها وكانت تتغيب بدون حتى أن تكلف نفسها بالاتصال بى رغم أنني أكون في انتظارها مع جميع فناني العرض , وأعتقد أنها تصورت أن منصبها كنائب لمدير المسرح القومي يمكن أن يعطيها الحق في ذلك .

درست الإخراج في لندن , فما الذي ينقص المسرح المصري ليصل إلى نفس المستوى لشكل المسارح العالمية؟

المسألة تحتاج إلى تضافر كل الجهود ليتحقق ذلك وأول شيء يجب أن يحدث هو أن يتم تنشيط الحركة المسرحية المدرسية وتحديد منهج دراسي منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة بصورة مبسطة مما يساعد في النهاية على تخريج كوادر متذوقة للفن هذا بالإضافة إلى مبدعين ينضمون إلى كتيبة الفنانين , ويجب على الحكومة الجديدة إدراج ميزانية لبناء عدة مسارح في المدن الجديدة مجهزة على أحدث تقنية فيجب أن يهتم المسئولون بالمسرح مثل اهتمامهم بالصحة والتعليم وفى النهاية أتمنى أمنية شخصية وهى أن أقوم بإخراج عمل مسرحي ضخم يضم فنانين من كافة الدول العربية لكي يصلح ما بيننا كعرب وينجح فيما فشلت فيه السياسة .

بصراحة.. هل ترى أن هجرتك إلى الكويت في بداية السبعينات قد أضرتك أم كانت في صالحك ؟

بالتأكيد كان لها بعض التأثيرات السلبية على مشواري الفني في مصر فقد قمت ببطولة فيلم "يوميات نائب في الأرياف" عام 68 , والذي يعد واحدا من أفضل مائة فيلم أنتجتها السينما المصرية وشاركت أيضا في عدد من الأفلام السينمائية مثل "الحب والصمت" وليل وقضبان" ثم سافرت إلى الكويت وظللت بها لأكثر من عشرون عاما وعندما عدت كانت فرصتي قد تلاشت في السينما , وينطبق نفس الأمر على المسرح فلو أنني تابعت مسيرتي المسرحية في مصر لأصبح لي شأن آخر ولكنني أحمد الله على كل حال وأفتخر بأنني ساهمت في خروج العديد من الفنانين الكويتيين الذين تتلمذوا على يدي .

وأخيرا ماهى رؤيتك للو ضع القائم في مصر حاليا وما هي نصيحتك لشباب ثورة 25 يناير ؟

أتمنى أن تتحقق الثورة بكل أبعادها , فحتى الآن مازلت قلقا من فلول النظام القديم واستغلالهم للفقراء في القيام بثورة مضادة وهى "ثورة الجياع" ولن تستطيع الحكومة أن تتصدى لها فهي مثقلة بالعديد من المشاكل التي تحاول أن تجد لها حلولا التي ينبغي علينا إعطائها الفرصة لتنجح في مهمتها الصعبة للحفاظ على تلك الثورة المذهلة التي حققها الشباب النقي والتي قال عنها اوباما أنها ثورة ملهمة والحقيقة أنني أرى أن الشعب المصري أشبه بالتلميذ الذي مر بمراحل التعليم المختلفة بدءا من الحضانة إلى الإبتدائى وهكذا حتى تخرج من الجامعة فحضارتنا والثورات التي مرت علينا مثل ثورة 1919 وثورة23يوليو أعطتنا نضجا وجعلتنا نتمرس على معنى الحرية وأنا متفائل وأحمد الله أن أعطاني العمر لأرى ثورة 25 يناير .

بامفلت : "بلقيس" إنتاج المسرح القومي، تأليف محفوظ عبد الرحمن، إخراج أحمد عبد الحليم، بطولة رغدة، أحمد سلامة، مفيد عاشور، أحمد عبد الوارث، شادي سرور، محمود زكي، رحاب الغراوي، مازن الغرباوي، زينب وهبي، نهير أمين، صبري عبد المنعم، عهدي صادق، ديكور صلاح حافظ، موسيقى هيثم الخميسي، تصميم الاستعراضات د. عاطف عوض، أشعار د.مصطفى سليم، ملابس نعيمة عجمي .

السبت، ٤ يونيو ٢٠١١

خالد الصاوي يرتدى جلباب نجم في العرض الخاص للفاجومى

أقيم العرض الخاص للفيلم السينمائي الجديد "الفاجومى" وذلك بسينما نايل سيتي على كورنيش النيل بوسط القاهرة حيث فاجأ النجم خالد الصاوي بطل الفيلم الجميع بالحضور مرتديا جلبابا بلديا وفور دخوله من الباب الرئيسي التفت حوله العديد من القنوات الفضائية وقاموا بإجراء حوارات معه حول دوره بالفيلم .حضر العرض الخاص إلى جانب الصاوي من أسرة الفيلم المخرج عصام الشماع والمنتج حسين على ماهر وصلاح عبد الله وكندة علوش وجيهان فاضل وتامر هجرس وأحمد منير وفرح يوسف وماهر سليم ونسرين يوسف والمطرب أحمد سعد الذي قام بالغناء داخل أحداث الفيلم , كما حرص الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم على الحضور رغم متاعبه الصحية .




وقد شهد الحفل جمع كبير من نجوم الفن مثل محمود حميدة ونبيلة عبيد وآسر ياسين وعمرو واكد وأميرة العايدى وفريال يوسف وهند عاكف وناهد السباعي وفادى غالى ونهى لطفي والمطربة مي كساب والمخرج داود عبد السيد والمخرج أحمد ماهر والمخرج أحمد البدرى والمنتج محمد العدل والمنتجة ناهد فريد شوقي والأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكى وآخرون .



وفى تصريح خاص قال الفنان خالد الصاوى أنه سعيد بردود أفعال كل من شاهد الفيلم وتمنى أن يحقق الفيلم إيرادات جيدة فى دور العرض السينمائى , وأبدى استيائه من سرقة الفيلم وطرحه على مواقع الانترنت فور عرضه الأول وطالب جميع المسئولين عن السينما فى مصر بإتخاذ مواقف صارمة للحد من هذه الظاهرة المؤسفة .



وحول نقاط التشابه بينه وبين الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم قال الصاوى أنه يعتبره ملهما له ويجمعه به صفات مشتركة مثل الصراحة وعدم نفاق أو تملق السلطة .







فيلم "الفاجومى" يرصد حياة الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم بدءا من قصة دخوله السجن لأول مرة حيث يتعرف خلال فترة سجنه على عدد من المثقفين المعتقلين في قضايا سياسية ويلقى عليهم بأشعاره فتنال إعجابهم كما تنال إعجاب مدير السجن الذي يساعده في طباعة ديوانه الأول ثم تتوالى الأحداث فيحكى الفيلم عن قصة تعرفه بالشيخ إمام ورحلة صعودهما معا وتحقيق شهرتهما من خلال أغنياتهما التي أثرت في وجدان كل المصريين في تلك الفترة كما يتناول الفيلم تكرار دخول نجم إلى المعتقل أواخر فترة حكم عبد الناصر وبداية فترة حكم السادات والمصاعب التي تعرض لها خلال فترات اعتقاله المختلفة كما يتعرض الفيلم لزيجته الأولى من الكاتبة صافى ناز كاظم والتى جسدت دورها السورية كندة علوش وإنجابه لطفلته الأولى "نوارة" ثم زواجه من المطربة عزة بلبع , كما ترصد الأحداث تغلغل الجماعات الإسلامية في جميع طوائف المجتمع المصري مع بداية فترة الانفتاح الإقتصادى وحتى قيام مظاهرات 18 و19 يناير الشهيرة والتي يتم بعدها إلقاء القبض على نجم من جديد ليلقى بإحدى قصائده الحماسية الشهيرة التى يلتقط من خلالها المخرج عصام الشماع نقطة التلاقي مع ثورة 25 يناير الأخيرة من خلال مشاهد للمتظاهرين في ميدان التحرير ليختتم الفيلم أحداثه على وجه الصاوي وقد بدل الماكيير ملامحه ليتخطى الثمانين من عمره ويلقى علينا بقصيدة جديدة من قصائد الفاجومى .