الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

لطفي لبيب: فيلم «واحــــد صـــفر» فتح إحدي القضـــــــايا المسگوت عنهـــا






حوار وتصوير / كمال سلطان


يمتلك الفنان لطفي لبيب مخزونا ثقافيا يمكنه من تقديم إجابات شافية لكل الأسئلة التي تدور ببالنا، كما أن شخصيته الحقيقة بعيدة كل البعد عن تلك الشخصيات الفكاهية التي يقدمها في أعماله الفنية.. وهو بخلاف عمله كممثل فهو يمتلك موهبة التأليف وسبق له كتابة أعمال فنية تصدي لبطولتها منها الفيلم القصير «جنازة أم حسن».ولديه سيناريو يتناول حرب أكتوبر من وجهة نظره كمشارك في تلك الحرب يحمل عنوان «الكتيبة 6» نقل فيه تجربته الحية عندما كان مجندا في القوات المسلحة إبان الحرب.. لكنه فشل تماما في الحصول علي موافقة الرقابة علي السيناريو، ولا يعلم لهذا الأمر سببا محددا.وفي هذا الحوار الشامل مع «القاهرة» نبحر معا داخل عقل وقلب هذا الفنان لنكتشف صورة أخري تغاير تماما صورته علي الشاشة



ما رأيك في الضجة المثارة حول فيلم «واحد صفر» واتهامه بالإساءة للكنيسة؟


أولا أنا لي تحفظ بسيط علي كلمة الإساءة للكنيسة، فلا يوجد من يتعمد ذلك لأن الكنيسة المصرية هي من مكونات الوطنية المصرية، ومكونات المجتمع المصري ولها مواقفها المشهودة ولكن فيلم «واحد صفر» استطاع أن يفتح بطن إحدي قضايا الأقباط المسكوت عنها والتي تحتاج إلي فتح بطنها التي تفتح بشكل دائم علي صفحات الجرائد وأنا لا أتصور أن الكنيسة قد اعترضت علي هذا وإنما الذين اعترضوا بعض المتبنين للملكية أكثر من الملك نفسه!، ولا ينبغي علينا ألا نتسم بالحساسية المفرطة، وأن نكون من مكونات هذا المجتمع، وعندما ينتج فيلم في مصر يجب أن يراعي فيه مشاعر المسيحي ومشاعر المسلم، كما أن كاتبة فيلم «واحد صفر» مريم ناعوم مسيحية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخطئ في حق الكنيسة التي تنتمي إليها



قدمت فيلما قصيرا بعنوان «جنازة أم حسن» تناول الفتنة الطائفية.. علي أرض الواقع.. هل توجد فتنة طائفية في مصر حاليا؟


يوجد جو احتقان لا مبرر له أري أن السبب فيه، هو ما يحدث حولنا في جميع أنحاء العالم فهناك مشاكل طائفية في أكثر من بلد مثل «العراق» و «لبنان» و«فلسطين» و «السودان» و «نيجريا» و «البوسنة» و«الشيشان» و «أرمينيا و «أذربيجان» إذ تأججت القوميات، ولكن يكفي أن أقول بيت الشاعر جبران خليل جبران: "ويل لأمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج، ويل لأمة كل قبيلة فيها أمة"0







ما الذي يحوي سيناريو فيلمك «الكتيبة 6» يجعل الرقابة ترفضه أكثر من مرة؟


لا أعرف سببا وجيها لرفض الرقابة للسيناريو لأن الرقابة رفضته دون إبداء أسباب، إنما هو فيلم عسكري يحكي عن حرب أكتوبر ويتناول الفترة، ما بين 8 سبتمبر 1973 منذ استدعاء الإجازات والرديف وحتي نزول القوات المصرية بعد توقيع اتفاقية الفصل بين القوات التي وقعت في «الكيلو 101» والفيلم بعنوان «الكتيبة 6» وهي كتيبتي التي كنت مجندا بها وقت الحرب





ألم تفكر في تحويله إلي مسلسل تلفزيوني أو نص مسرحي؟


لا يصلح.. فأنا أعرض من خلال السيناريو في ساعتين حدثا معينا، ولا أستطيع مط وتطويل الأحداث لتتناسب مع مدة عرض المسلسل، والمسرح له مناخ آخر لا يصلح له.. ثم هل نكره أن تكون هناك وثيقة مرئية تذكرنا بآخر نصر لمصر في العصر الحديث نحن بنينا مدينة 6 أكتوبر، ومدينة العبور ومدينة العاشر من رمضان وبانوراما حرب أكتوبر لكننا لم نقدم حتي الآن فيلما حقيقيا عن حرب أكتوبر فكل الأفلام التي تم تقديمها مع احترامي لها ولصناعها إلا أنها لم تعبر إطلاقا عن حقيقة ما حدث



«جنازة أم حسن» و «الكتيبة 6» كتبتها عن تجارب شخصية.. فهل تتبع نفس النهج في كل كتاباتك؟


لا.. ليس بالضرورة، وأنا لا أعد كاتبا محترفا إنما أنا أهوي الكتابة وأحترف التمثيل، وما أجمل الكتابة لأنها تعطيك الحرية المطلقة



رغم تألقك كنجم كوميدي إلا أن جميع كتاباتك يغلفها اللون التراجيدي.. ألا يعد ذلك تناقضا؟


أولا.. أنا لي تحفظ علي كلمة نجم كوميدي.. فأنا ممثل أؤدي كل الأدوار وأجنح أحيانا إلي الكوميديا ولا يصح أن أكون نسخة واحدة في كل حياتي فبداخلي مشاعر أحب نقلها علي الورق، وأترك للقلم الحرية في أن يتحرك كيفما يشاء




ابتعادك عن الكوميديا في مسلسل «جدار القلب» هل كان مقصودا من جانبك؟


لا.. إطلاقا.. إنما حتمية الدور وحتمية الدراما هي التي فرضت ذلك.. ثم إنني لست مهرجا.. أنا فنان أحترم الدور وأقدمه كما هو مكتوب.




صرحت بأن هناك أدوارا لا تضيف لك.. فلماذا تقبلها من الأساس؟


مهنتي كممثل هي أن أمثل... وفي وسط مائة عمل فسوف تجد خمسة أعمال جيدة.. فهل أنتظر ما يعرض علي من الخمسة، وماذا سيأتيني منها.. عمل واحد أو عملين علي الأكثر.. أنا محترف تمثيل أجسد ما يكتبه المؤلف والمهم هو كيفية تجسيدي للأدوار لأن تعريف الممثل هو أداة للتوصيل لأن الممثل ليس هو المبدع الأكبر في العمل الفني.. ولو أن كل ممثل أضاف وجهة نظره للعمل فلن يكون هناك مؤلف ولا مخرج



ما الذي أضافه إليك عملك في سينما الشباب ومن هو النجم الكوميدي الذي يعجبك أداؤه؟


أولا أنا غير موافق علي كلمة سينما الشباب فالسينما طوال عمرها شابة، فهل الأفلام التي قدمها عمر الشريف وأحمد رمزي وعبدالحليم حافظ لم تكن أفلاما شبابية.. ثم إنه لا يصح أن تقول سينما الشباب إلا إذا كانت هناك سينما لكبار السن!أما عما أضافه لي عملي معهم فقد أضاف لي التاريخ والرصيد ومحبة الناس... أضافت لي الكثير أما عن النجم الكوميدي الذي يعجبني أداءه.. فهو الذي يقدم الشخصية أولا ثم يلتفت للضحك ثانيا..



تعود للتعاون مع المخرج مراد منير من خلال العرض المسرحي «سي علي وتابعه قفة».. فما الذي جذبك إلي دورك في هذا العرض؟


حين أتيت إلي هذا العرض أتيت وأن أعلم تماما حجم الدور وأعلم أنه ليس ضخما أو بطولة، لكنني أردت أن أثبت أن الفنان لا يقاس بحجم الدور، ولكن بحجم حضوره علي خشبة المسرح، والكاريزما الخاصة به.. أما ما جذبني إلي هذا العرض فهو النص الجيد.. الذي يطرح فكرة إعادة توزيع الثروة وهي نفس نظامنا الضريبي الحالي الذي يأخذ من الأغنياء ليعطي الفقراء حتي أنك تجد أن هناك إعفاءات تصل إلي نصف مليون في الضريبة العقارية علي سبيل المثال.. أكثر من ذلك تؤخذ الضرائب لبناء مساكن لمحدودي الدخل أو معدومي الدخل، فالنص مواكب للعصر وهذه ميزة النص المسرحي الخالد فقد يرحل صاحبه ويظل النص باقيا



شهد الجمهور والنقاد بأنك قد تحملت مهمة الإضحاك في هذا العرض، فهل أسعدك هذا الكلام أم كان بمثابة زيادة عبء عليك؟


بقدر ما كان هذا الكلام زيادة عبء بقدر ما أسعدني لأن المسرح مرتبط في وجدان الناس بالضحك، فكان مسئولية كبيرة أن يخرج الجمهور من العرض بابتسامة، وهذا مطلوب لأن المسرح من أهم متطلباته تلبية حاجة الضحك والسعادة لدي الجمهور في ظل جو اقتصادي وسياسي وعالمي قاتم



هل ما زالت شخصية المرابي اليهودي شايلوك في تاجر البندقية حلما تتمني تحقيقه؟


أتمني من كل قلبي، فتلك الشخصية كتبها شكسبير بطريقة رائعة وأنا حاليا محسوب في أدوار «الجراندات» ومن حقي أن أحلم بهذه النوعية من الأدوار في المسرح العالمي، وقد سبق لي تجسيد دور السفير الإسرائيلي في السينما في فيلم «السفارة في العمارة» لكن شايلوك مختلف تماما، وأنا بالمناسبة ضد كلمة يهودي فأنا لست ضد الديانة اليهودية ولكني ضد أن يكون صهيوني إسرائيلي استعماري




من وجهة نظرك كفنان كبير له باع طويل علي خشبة المسرح... ما هو السبيل لخروج المسرح من أزمته؟


أولا: تحديث البنية الأساسية للمسرح للانطلاق بخيال المخرج إذ إن الإمكانيات التقنية المتوفرة حاليا في المسرح المصري لا تعطي المخرج حرية الإبداع المطلقة، ويكون مجدودا بالصناديق الخشبية التي تعرض عليها.ثانيا: نريد أن نراجع تاريخنا المسرحي منذ أيام يعقوب صنوع ونري ما هي المسرحيات التي مست شغاف القلوب لأن هذا هو التجريب الحقيقي، أن تجرب في كل شيء لكي نري هل المسرح يلبي أي نوع من الاحتياجات أم لا..؟! لأن المسرح يجب أن يلبي احتياجاتنا إلي أن نصل إلي وجود شكل من أشكال المسرح المصري لا يكون تصويرا علي فلاش المسارح الأوروبية