الأربعاء، ١٨ يونيو ٢٠٠٨

كباريه 00 هكذا تكون السينما



بقلم / كمال سلطان

استطاع المؤلف أحمد عبدالله والمنتج أحمد السبكى والمخرج سامح عبد العزيز أن يغيروا الصورة المنطبعة فى أذهان الجماهير والنقاد بأنهم لا يقدموا سوى الأفلام الخفيفة والخالية من الفكر والمضمون , وذلك من خلال فيلمهم الأخير "كباريه" الذى سيكون علامة فارقة فى تاريخ كل من شاركوا فيه , وخاصة فريق التمثيل الذى تم اختياره بعناية شديدة وقدمهم المخرج بصورة غير متوقعة لم يعتدها الجمهور منهم , فلا يوجد بيننا منة كان يتصور أن يرى خالد الصاوى فى دور مطرب شعبى يتحمل وحده انتزاع الضحكات فى فيلم مليىء بالكوميديانات الذين رأيناهم فى أدوار تراجيدية بحتة وبعيدة كل البعد عن الإضحاك 00 فقد جسد صلاح عبد الله دور "فؤاد صالح" مالك الكباريه الذى على الرغم محافظته على آداء فرائض دينه وابتعاده التام عن شرب الخمر إلا أنه لا يتورع عن اقتسام ثمن ليلة متعة قضتها إحدى فتيات الكباريه فى فراش أحد رواده ! ولايملك قلبا فى تعامله مع الآخرين حتى شقيقه الذى يستغل كونه أعرج وعاشق للخمور ويستولى على نصيبه من الكباريه بثمن بخس ولاتهتز له شعرة فى أى موقف إنسانى 0


وببراعة فائقة قدم ماجد الكدوانى دور شقيقه خميس الأعرج وظهر بوجه مغاير تماما للوجه المعروف لجمهوره ورغم قلة مشاهده إلا أنها تبقى الأقوى فى مشاهد الفيلم وخاصة المشهد الذى جمعه بصلاح عبد الله بعد ضبطه وهو يتلصص على النساء فى الحمام وكذلك مشهده مع أحمد بدير الذى يقول له فيه "أنا عارف الموت تايه عننا فين ياعم علام"0



فتحى عبد الوهاب لعب دور الإرهابى الذى يفشل فى تفجير الكباريه ويتراجع عن قراره بعد أن يرى "علام الجرسون" وهو يصلى بل أنه يستطيع اقناع علام بترك الكباريه والبحث عن عمل آخر , وقد أبدع المؤلف أحمد عبدالله فى ذلك المشهد بين الفنان أحمد بدير بخبرته الكبيرة وبين فتحى عبد الوهاب بامكاناته الهائلة الذى أبدع كثيرا فى مشهد بكائه وهو يحتسى الخمر , واضحك الجمهور بشده عندما فشل فى تفجير القنبلة وكان مشهده الأخير مع الفنان ضياء عبد الخالق مباراة فى التمثيل بينهما استطاع كلا منهما ان يحرز هدفا وخرجا متعادلين 0


محمد لطفى أدى دورا من أفضل أدوار حياته أظهر خلاله امكاناته الكامنة كممثل يمتلك موهبة لم تكتشف بعد وان كانت فكرة صوته المبحوح لم تعجب الكثيرين ممن شاهدوا الفيلم 0



جومانا مراد ابدعت فى دور " نهلة " التى تضطر للعمل كمضيفة داخل الكباريه للإنفاق على امها المريضة والحق أنه لا توجد من كانت تستطيع تجسيد الدور بمثل ماقدمته جومانا وقد ظهرت امكاناتها فى مشاهد الرقص ووصلت إلى قمة آدائها فى مشهد بكائها على امها الراحلة 0


دنيا سمير غانم استطاعت ان تمحو الصورة الباهتة التى ظهرت بها فى فيلمها السينمائى الأول مع محمد هنيدى وقدمت من خلال الفيلم أول خطوة قوية لها على طريق السينما 0



هالة فاخر جسدت دور الثرية العراقية "ام حبشى" التى ترعى "بلعوم" فنيا ثم تنصرف عنه بعد خفوت نجوميته ورغم أن الدور كان أقل من امكاناتها الفنية التى ظهرت بوضوح فى فيلميها الأخيرين "هى فوضى" و"حين ميسرة" إلا انها استطاعت اقناعنا بالدور وان لم تقنعنا باللهجة العراقية والفرق شاسع بين مصطلحاتها ومصطلحات الممثل العراقى بهجت الجبورى الذى ظهر فى فيلم "الريس عمر حرب" 0

ادوارد استطاع ان يعلن عن نفسه كممثل يجيد كل الأدوار وليس كسنيد لأبطال السينما الشباب واكتشفنا من خلال الفيلم انه ممثل بجد 0

محمد شرف ومحمد الصاوى وعلاء مرسى وسليمان عيد اجتهدوا كثيرا فى ادوارهم لكنهم لم يستطيعوا الهروب من نمطية الآداء 0





أما مفاجأة الفيلم فكانت فى الآداء المتميز للفنانة الشابة مى كساب التى أضافت لعمرها سنوات كثيرة بهذا الدور حيث اقنعتنى تماما بدور الزوجة التى تعانى من عمل زوجها فى الكباريه وكذلك كانت رانيا يوسف التى جسدت دور زوجة خالد الصاوى 0

وقد استطاع الفيلم ان يعيد زمن البطولات الجماعية بقوة والأدوار كتبت بأسلوب جميل لم يشعرنا من هو الممثل الأساسى ومن هو ضيف الشرف وان كان البعض رأى ان بطل الرئيسى للأحداث هو الفنان صلاح عبد الله0



ديكور اسلام يوسف كان رائعا وخاصة فى مشاهد صالة الكباريه والأماكن الخاصة بالعاملين بالكباريه , موسيقى تامر كروان عبرت عن الأحداث بصدق وخاصة فى المشهد الأخير , مونتاج شريف عابدين أعطى للمشاهد حيوية ولم يشعرنا بالملل وكان بارعا فى مشهد المواجهة الأخيرة بين ابطال الفيلم والتى سبقت مشهد التفجير مباشرة , مدير التصوير جلال الزكى استطاع استخدام الإضاءة لصالح السيناريو وكان التصوير بطلا آخر من أبطال الفيلم0

هناك تعليقان (٢):

El - Shandwely يقول...

تحليلك ممتاز يا استاذ كمال
يمكن لو هصدق على تميز حد فهيبقى اولا ماجد الكدوانى ..لسبب :
انه غيرلنا صورة السكير اللى فى افلامنا العربى اللى ماسك ازازة ويشرب مرة ويجيله زغطه والسكر العبثى اللى فى افلامنا ده ..لكن فى الفيلم ده بالذات ابتعد عن الابتذال ده
........

Unknown يقول...

سلطان انت فين يا راجل من زمان
هى الصحافة وخداك اوى كده ؟

تحليلك للفيلم جميل اناعن نفسى فعلا الفيلم عجبنى جداااا
و مشهد فتحى عبد الوهاب و هو بيقنع احمد بدير اثر فياو كمان مشهد وفاة والدة جومانا مراد

بس انت نسيت المع من كان فى الفيلم و الى الكاريزما بتعته فاقت كل التوقعات .. خالد الصاوى