الخميس، ١٢ فبراير ٢٠٠٩

خالد الصاوي : قدمت بطولة مشتركة فى ميكانو بعد قيامى بالبطولة المطلقة فى ادرينالين


كل الأنظمة العربية فى حاجة إلى تغيير شامل فى سياساتها
إذا كانت السياسة تفرقنا فالفن يجمعنا
أطالب بإسقاط كل أشكال الرقابة على الإبداع
لن أنسى درس يوسف وهبي وأنوروجدي

يؤكد خالد الصاوي من دور لآخر على أنه ممثل من طراز فريد يذوب تماما فى الشخصية التى يؤديها فينسينا أننا أمام ممثل يجسد دورا ونجد أنفسنا أمام شخص آخر من لحم ودم فعلى سبيل المثال فإن حاتم رشيد فى "عمارة يعقوبيان" لا يمت بأية صلة إلى العميد رشدي فى "الجزيرة" ولا يمكن مقارنته بالطبيب النفسي فى "كده رضا" وليس هو بالطبع المطرب الشعبي بلعوم فى "كباريه" , وفى فيلمه الجديد "ميكانو" يواصل الصاوي أسلوبه المتفرد فى الانغماس فى شخصياته فيقدم لنا دورا جديدا يضاف إلى رصيده من الشخصيات المتعددة والمختلفة .. كما يواصل تصوير دوره فى فيلم السفاح مع هانى سلامة ونيكول سابا ويعد لجمهوره مفاجأة سينمائية جديدة من خلال فيلم "الفرح" الذي يقوم ببطولته مع نفس فريق عمل فيلم "كباريه" .., وينتظر عرض فيلمه الجديد "أدرينالين" خلال الشهر القادم
تشارك فى بطولة فيلم "ميكانو" الذى يتم عرضه حاليا بدور العرض .. فما الذى جذبك لدورك فى هذا الفيلم ؟
أكثر ما يشغلني فى الشخصية التى أقدمها بصفة عامة هو دوافعها والطريقة التى تفكر بها , ومأزق الشخصية فى العمل , فأنا يشغلني أن أقدم للمشاهد بورتريه للشخصية التى ألعبها بكل جوانبها التى تحمل جميع المتناقضات .. الخير والشر .. الأبيض والأسود , وأترك التحليل للناس وأترك الحكم على أدائي للجمهور لأنني أثق فى أراء الناس
وأثق أنهم يستطيعون تكوين حكم نهائى عن الشخصية , وشخصية "وليد الشهاوى" التى أجسدها فى "ميكانو" بها العديد من المنحنيات فلا يستطيع المشاهد أن يستشف هل هو يقف بجانب أخوه من أجل مصلحة شخصية أم يقف معه لأنه رجل ويعتمد عليه , وهذا طبقته فى أغلب أعمالى فمن الممكن أن يخرج الجمهور بذلك مع شخصية "رشدى وهدان فى "الجزيرة" و"حاتم رشيد" فى "عمارة يعقوبيان" وأنا عموما أميل للأدوار متعددة الجوانب وليست أحادية الجانب .
ألم يكن من الأفضل الإبقاء على الاسم الأول للفيلم "لسه فاكر" الذي كان يعبر عن الأحداث أكثر من اسم "ميكانو" ؟أرى أن اسم ميكانو كان معبرا عن الفيلم وفكرته , أما عن اسم الفيلم الأول "لسه فاكر" فقد كنت أتحفظ عليه لأنني لا أحب استغلال شهرة بعض الأغنيات واختيارها كعناوين للأفلام رغم أن هناك تجارب ناجحة فى هذا المجال مثل فيلم "سهر الليالي
" .

تساءلت الناقدة ماجدة خير الله فى مقالها التحليلي عن الفيلم عن السر وراء عدم نسيان "خالد" لشقيقه "وليد" رغم أنه ينسى كل الأشخاص ولأحداث 00 فهل لديك إجابة على هذا التساؤل ؟
نعم لدى إجابة وهذه الإجابة موجودة بالفيلم عندما قال الطبيب لخالد أنت تنسى كل الأشياء التى تحدث لك بعد إجراء العملية الجراحية ولكن ما قبل سن السادسة عشرة وهى السن التى أجرى فيها الجراحة فهو يتذكر كل ما حدث له وإجابة هذا السؤال واضحة فى الفيلم .
هل قمتم باستشارة طبيب للوقوف على أعراض وشكل المرض الذي تم بناء أحداث الفيلم عليه ؟
هذه الجزئية تخص مؤلف ومخرج الفيلم ومادمت قد وثقت فيهم واحترمتهم وقبلت العمل معهم فلن اسأل ورائهم إذا أكدوا لي أنهم حصلوا على توثيق علمي لهذا المرض بالإضافة إلى اننى لا أجسد دور المريض وإنما دور آخر , فأنا أركز على شخصيتي فقط لأنني ممثل داخل الفيلم ولست المسئول الأول عنه , فإذا كانت شخصيتي بها جوانب نفسية فإننى اسأل عنها وطبيعة شخصية "وليد" التى جسدتها بالفيلم كانت بها جوانب تحتاج منى للبحث عنها مثل قيادة الموتوسيكلات والفرق بين الهندسة المعمارية وتنفيذ المشاريع 0
وعندما عملت مثلا مع شريف عرفة فى فيلم "الجزيرة" سألته : هل الأشياء التى تقال فى الفيلم عن الشرطة فى الصعيد تحدث على أرض الواقع فقال لي نعم وأنا لن ابحث بعده لأنني أثق فيه ومن الأفضل أن أبحث عما يهمني حول الشخصية التى أجسدها بالفيلم , هذا بالإضافة إلى أنني لا أحب الممثل الذي يتعدى حدوده , فأنا هنا جندي فى كتيبة وعلى ألا أتعدى حدودي كممثل

ما حقيقة خلافاتك مع تيم الحسن بسبب إسناد دور البطولة له وتجسيدك لدور البطولة الثانية بالفيلم ؟
هذا الكلام غير حقيقي وأول مرة أسمع عنه وأحب أن أوضح أن سيناريو الفيلم عرض على مبكرا جدا حتى قبل ظهور تيم فى الصورة وكان هناك فنانون آخرون مرشحين للدور وقد تم تخييري بين الدورين فاخترت بكامل ارادتى وبكامل وعيي أن ألعب دور الأخ , وقد قمت بالبطولة المطلقة فى فيلم "أدرينالين" ثم قبلت أن أقدم بطولة مشتركة فى "ميكانو" . بالإضافة إلى أن "تيّم" شخص محترم جدا , يحترم فنه ويحترم مواعيده ويحترم زملائه , دمث الأخلاق وأعتقد أن من يختلف معه سيكون هو المخطىء بنسبة 99% , وصداقتي به مازالت متواصلة ومستمرة ولا يوجد ما يعكرها .
أشاد النقاد بأدائك لدورك فى فيلم ميكانو , كما أشادوا بأغلب أدوارك السابقة , فهل تكون عينك على النقاد وأنت تختار الأدوار التى تعرض عليك ؟
لا, فأنا فى الحقيقة تكون عيني على الجمهور أولا وفى نفس الوقت تكون على الصورة الممتدة التى انتظر تراكمها فى نهاية مشواري الفني , وانظر إلى ما سوف اتركه للناس من بعدى , صحيح أن رأى النقاد مهم بالنسبة لي ولكن بعد عرض العمل وليس أثناء اختياره حيث أبدأ فى قراءة آرائهم وانطباعاتهم واهتم بكل كلمة وردت فى مقالاتهم , لكنني لا أضع هذا فى بالى وأنا اختار عملى التالي 0 يمكن ان يكون رأى رجل عادى لاينتمى للمجال الإعلامى أو الفنى له توجيه وتأثير على اعمالى واختياراتى المقبلة اكثر من غيره.
انا احترم النقاد جدا ولكنني اعتبر ان دورهم لاحق على العمل وليس سابقا له .
عبرت عن أفكارك السياسية من خلال عروضك المسرحية 00 فهل ترى إمكانية تحقيق ذلك فى السينما ؟
أه ممكن , وبإذن الله هذا سيحدث بالفعل , وإذا كانت لدينا اليوم مشكلة فى خروج الفيلم السياسي فمشكلتنا الأساسية مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية هذه هى مشكلتنا الأولى والكبيرة والتى تحول دون خروج الفيلم السياسي الذى يعبر عن الناس وعن همومهم , فجهاز الرقابة انشىء فى رحاب وزارة الداخلية وهو نوع من أنواع رقابة الشرطة على الأفكار ولا شرعية له , ولو أردنا البحث عن حلول بديلة فأنا شخصيا لدى عدة حلول مثل أن ننشط الدور الأهلي بدلا من الدور السلطوي وهناك أشكال أهلية يجب أن يضخ إليها الدم من جديد مثل النقابات والجمعيات والنوادي كل هذه الأماكن يمكن أن تتمتع بدرجة من النزاهة أكثر من جهاز رقابة تابع للدولة من خلال هؤلاء يمكن أن أنتخب لجنة للرقابة وبشكل مرحلي ومؤقت ولا تتحرك إلا إذا ثارت الجماهير على فيلم ما , مثل أن يتم التعرض للأديان أو ما إلى ذلك . أنا أطالب بإسقاط كل أشكال الرقابة على الأفكار والفنون والإعلام على مستوى الوطن العربى كله فهذا ليس اعتداءا على الفن أو الفنانين وإنما هو اعتداء على الجماهير ذاتها .
كنت أول من نظم المظاهرات لدعم إخواننا فى لبنان وفى فلسطين 00 فماردك على من يرى عدم جدوى هذه المظاهرات ؟
أنا دعوت زملائى الفنانين وكنت موجودا فى تلك المظاهرات وحرصت على دعوة الإعلاميين والصحفيين لكننى فى النهاية جندى فى كتيبة كبيرة وأعتبر أن دورى هو الدعاية لمبادىء أرى أنه لايصح التراجع عنها ففى الأوقات الحرجة يكون مطلوبا منك أن تقبض على جمرتك أكثر من الأوقات التى فيها أريحية , فنحن الآن فى ظل أزمات عربية ويجب أن يظهر دورك فى تلك الحالة , أما عمن يرون أنه لاجدوى من هذه المظاهرات فأنا أدعوهم لمشاهدة المظاهرات الحاشدة التى تتم فى اوروبا وأمريكا من أجل قضايا مختلفة ونجوم هوليوود يلعبون دورا هاما فى هذا الأمر فمثلا روبرت دى نيرو ينتمى إلى حركة "ليس بإسمنا" وشون بين ذهب لزيارة العراق اثناء الإعتداء عليها من بلده وكذلك فعل اوليفر ستون مع الأفغان . انك لايمكن أن تغير واقعك الإجتماعى والسياسى إلا بتضافر الجهود الذى يتخذ اشكالا مختلفة منها المظاهرة والإعتصام والإضراب .
قمت مؤخرا بإصدار ديوانك الجديد "أجراس" 00 فمتى وكيف بدأت رحلتك مع الكتابة ؟
رحلتى مع الكتابة بدأت عندما كان عمري 8 سنوات عندما كتبت قصة وتخيلت فيها أن المدرسة تعمل كراقصة فى كباريه ولما اكتشفوها قاموا بفصلى من المدرسة والحمد لله أن إدارة المدرسة كانت تافهة لأنها عندما فصلتني فقد أصررت على المضي قدما فى طريق الكتابة والتعبير عن رأيي بأي شكل من الأشكال وقد عملت لفترة كصحفي تحت التمرين بمجلة صباح الخير كما أنني أعبر عن آرائى من خلال العديد من الوسائل لعل أشهرها هو مدونتى التى اتلقى من خلالها آراء جمهوري فيما أكتبه وفيما أقدمه كممثل .
نجاح تجربة خالد جلال فى مركز الإبداع , ألم تفتح شهيتك إلى عودة فرقة الحركة المسرحية لتكون منفذا للشباب الموهوبين ؟
قدمت مع فرقة الحركة عددا من العروض كان لها نصيب من النجاح حتى قدمت عرض "اللعب فى الدماغ" الذى حقق نجاحا كبيرا بعدها جاءتني فرص سينمائية وتلفزيونية وأى ممثل فى مكانى كان سيبادر لاستغلال تلك الفرص لكننى فى نفس الوقت لم أفعل ذلك على حساب الفرقة , فأنا مازلت أدعم الفرقة فى كل العروض التى تقدمها بدونى وقدموا مؤخرا عرضا على مسرح روابط بوسط البلد , وأنا مستعد أن أضع يدى فى يد أى شاب يريد أن يقدم عملا مسرحيا وليس من خلال فرقة الحركة فقط .
تجسد دور سائق ميكروباص فى فيلمك الجديد "الفرح" فهل أصبحت الشخصيات الشعبية تستهويك بعد نجاحك فى فيلم "كباريه" ؟
الأدوار الشعبية تستهوينى من زمان فأنا واحد من الطبقة المتوسطة وعائلتى كبيرة بالمعنى العددي وبها منحنى من أول الباشوات وحتى " البروليتاريا" وانا انتمى لطبقة وسطى فقد دخلت مدارس لغات بالفعل لكنها لم تكن باهظة التكاليف مثل الآن ووالدى محامى عصامى بدأمن الصفر وبنى نفسه بنفسه وقد ربانى على ذلك , وارتباطى بالطبقة الشعبية مستمر وممتد منذ ان كان عمرى سبعة عشر عاما وتحديدا منذ قررت ان أصبح يساريا وأعلنت حينها بصورة عملية اننى منتمى للطبقات الشعبية , فأنت لاتقرر فجأة الانتماء لهم ولكن هذا الانتماء موجود بداخلك منذ الصغر وعند لحظة معينة يظهر ما يعبر عن ذلك .
هل اضطررت يوما لتقديم تنازلات وقبول أدوار غير مقتنع بها تحت وطأة الحاجة ؟
لا ولكنني اضطررت أحيانا لقبول ادوار كانت أفضل اختيارات بين ماكان يعرض على وقتها لكن هذا لا يعنى أننى خجلان من أى دور قدمته فأنا عمري ما اشتغلت دور وأنا مرغم عليه فأنا لا أعمل من أجل شراء فيلا أو سيارة أحدث موديل فحتى العام الماضي كانت سيارتى متوسطة وقمت هذا العام بتغيير السيارة ولكن بنفس الطريقة العصامية حيث ادخرت ثمنها على مدار أعوام من العمل وأنا اتمنى أن يكون كل شاب فى مصر عصاميا لكن على ألا يتعذب عشرين عاما وهذا لن يحدث الا بتغيير النظام , فأنا رأيى أن النظام السياسى والاجتماعى والثقافى فى مصر , وكل مايرتبط ببناء الدولة والمجتمع فى حاجة إلى تغيير شامل وهذا مطلوب فى العالم العربى كله من المحيط إلى الخليج لا استثنى احدا .
تجسد دور لبنانى فى فيلمك الجديد "السفاح" 00 فلماذا لم تتم الاستعانة بممثل لبناني لتجسيد الدور ؟
أقدم دور لبناني مرتزقة عدد مشاهده قليلة لكن تأثيره ممتد على الشخصية الرئيسية فى العمل والتي يلعبها هاني سلامة , وأنا أرى أننا شعب عربي واحد ولا يجب ان نتحدث بمثل هذه الإقليمية فهذا تفكير ملوك الطوائف ونحن نريد عالم عربي واحد فالأوروبيين اتحدوا ولديهم 50 لغة بينما لا نستطيع أن نفعل ذلك وتجمعنا لغة واحدة وإذا كانت السياسة تفرقنا رغما عنا فالفن يجمعنا رغما عنهم ! لمادا؟ لأنك فى الخليج أو فى المغرب العربى أوفى اى مكان ينطق العربية ستستمع لإلى أم كلثوم وتصفق لسعاد حسنى وأحمد زكى , وهذا دورنا فنحن نحقق الوحدة جزئيا من خلال الفن ولن نسمح لأحد بأن يدمر هذه العلاقة , وتدليلا على ذلك اننى عملت مع تيّم وهو سوري يجسد شخصية مصري فى "ميكانو" وأنا أجسد شخصية لبنانى فى "السفاح" وهذا هو الشىء الصحي والصحيح .
كنت تحلم بتجسيد دور السفاح فى هذا الفيلم وهى الشخصية التى يلعبها هاني سلامة 00 فهل أنت نادم على إفلات الدور من بين يديك ؟
ارى أن هانى سلامة هو انسب من يجسد هذا الدور لأن من أساسيات الفكرة فى دور السفاح ان يكون شابا فى مقتبل العمر , ولاانكر اننى كنت أطمح لتجسيد الدور لكن ذلك كان منذ عشرة أعوام إنما أنا اليوم عندي 45 سنة ومن غير المعقول أن أقدم دورا لشاب فى العشرينات أو الثلاثينات وهذه الحكمة تعلمتها من جيل الرواد فعندما شرع انور وجدى فى تنفيذ فيلم "غزل البنات" كان ينوى تجسيد شخصية الأستاذ حمام فنصحه يوسف وهبى الا يفعل ذلك وان يسند الدور لنجيب الريحاني فيأخذ برأيه ويكتفي بالدور الصغير الذى قدمه فى الفيلم وهو المنتج والمؤلف والمخرج فهذا درس أفخر أنني تعلمته منهم 0


ليست هناك تعليقات: