بقلم \ كمال سلطان
في مثل تلك الأيام المباركة من كل عام كنت أتعجب كثيرا من السر الغامض وراء إصرار صناع الدراما على عرض أعمالهم الفنية خلال شهر رمضان وسبق لي الكتابة في ذلك الموضوع مرارا وتكرارا وطالبت كثيرا كما طالب غيري بتوزيع تلك الوجبة الدرامية الضخمة على مدار العام بدلا من ضغطها خلال ثلاثون يوما فقط , ولكنني عرفت السبب أخيرا فبطل العجب فالساعة الدرامية تباع خلال الأيام العادية بألفي دولار بينما تزداد أضعافا مضاعفة خلال شهر رمضان ويجيء ذلك بعد أن أصبحت الوكالات الإعلانية هي المتحكم الأول في توقيت عرض المسلسلات بل وصل الأمر إلى تدخلهم في اختيار بطل أو بطلة العمل , مما فتح الباب لإسناد بطولة مسلسل لأحد الوجوه الجديدة وعرضه في توقيت متميز قياسا لتوقيتات عرض مسلسلات نجوم كبار ووصل الأمر في هذا العام إلى استبعاد مسلسل الدالي للنجم نور الشريف الذي اختار منتجه محمد فوزي عرضه بعد رمضان ليفلت من تلك التحكمات وقد لاقى هذا الأمر هوى في نفس الفنان نور الشريف فهو من أكثر النجوم الذين يطالبون بعرض أعمالهم بعيدا عن الزحام الرمضاني.
أمر آخر يجب الالتفات إليه وهو أن الكثير من هذه المسلسلات يبدأ تصويره قبل رمضان بشهر أو شهرين مما يجعل التصوير مستمرا خلال شهر رمضان وهو ما يرهق الفنانون إرهاقا شديدا بخلاف أن وقوع أي حادث عارض قد يؤثر على استمرار تصوير المسلسل , وفى هذا العام توفى الفنان الكبير عبد الله فرغلى أثناء تصوير دوره في مسلسل "شيخ العرب همام" وتم إسناد دور للفنان الكبير عمر الحريري , وفى مسلسل "الكبير قوى" أصيب أحمد مكي بطل المسلسل بكسر في ساقه أتناء التصوير مما أوقع القائمون على المسلسل في ورطة فهو لم ينته من تصوير المسلسل بعد وقد كان من الممكن حل الأمر بإحدى الحيّل الدرامية بأن يكتب له مشهدا تكسر فيه ساقه لكن صعوبة الأمر تكمن في أنه يجسد دورين مختلفين خلال المسلسل .
وأعتقد أن حل الأمر يكمن في يد القائمين على عرض تلك المسلسلات بمشاركة وكالات الإعلان أيضا فيجب الوصول إلى صيغة تتيح عرض الأعمال على مدار العام فالأمر كما وأنه مرهق للفنانين المشاركين فى تلك الأعمال فهو أكثر إرهاقا للمشاهدين الذين يريدون متابعة هذه الأعمال , فأين هو ذلك الشخص الخارق الذي يستطيع متابعة أكثر من ستون مسلسلا دراميا بخلاف البرامج ومسلسلات السيت كوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق