الثلاثاء، ٤ ديسمبر ٢٠٠٧

الوفد - حنان أبو الضياء


ألوان السما السبعة تجربة جديدة علي السينما المصرية
ليلى علوى , فاروق الفيشاوى وشريف رمزى

الفيلم المصري »ألوان السما السبعة« عودة للغة السينما والاحتفاء بالصورة بدلاً من الاستغراق في الحوار مهما كانت شاعريته فإننا في النهاية نعشق لغة العيون وحركة الكاميرا والفيلم بطولة فاروق الفيشاوي وليلي علوي، ويعرض ضمن المسابقة الدولية المقامة في فعاليات الدورة الـ 31 من مهرجان القاهرة السينمائي.. والفيلم كتبته زينب عزيز التي تميزت أعمالها السابقة بالشاعرية والتفاصيل
وكأنها تنقل صورة المجتمع المصري بخلجاته، وأخرجه سعد هنداوي في ثاني محاولة إخراجية له بعد »حالة حب« عام 2004.
وفي محاولة لتقديم رؤية مختلفة وتجربة جديدة علي السينما المصرية، يفتتح الفيلم ببيت من قصيدة للشاعر المتصوف جلال الدين الرومي يقول فيه: لقد سما الجسد الترابي من العشق حتي الأفلاك.. وحتي الجبل بدأ في الرقص وخف.. ويبدو أن كاتبة السيناريو والمخرج من المقتنعين بالدور الذي تلعبه الصوفية في النفوس لذلك قدما رؤيتهما للأحداث من خلال هذا المنطلق في إشارة إلي التواصل مع الذات الإلهية والاندفاع نحو السمو من خلال الاستفادة من رقص التنورة الصوفية الشهيرة.

ويلعب فاروق الفيشاوي دور راقص تنورة متميز تربطه علاقة بفتاة ليل تؤدي دورها ليلي علوي.. ومن خلال عرض راقص بالتنورة الصوفية، يحدث بينهما التقاء روحي لأن كل واحد منهما يريد التخلص من ماضيه ويبدأ حياة جديدة.

وإذا كان المخرج قد مال إلي الرمز لطرح فكرته مستخدماً التنورة فلقد كان موفقاً لأن شخصيات الفيلم لها رغبة في التحليق والطيران إلي سابع سما وحين يتخفف الجسم من ثقله وأعبائه ليصبح أخف، فإنه يلجأ إلي الصوفية لتستطيع الروح أن تنطلق وتحلق.

وليلي علوي تألقت في دورها بالفيلم، عندما تقمصت شخصية حنان لحد التعايش معها بكل ما تحمله من انفعالات وتناقضات وجسدت دوراً جديداً عليها لامرأة تعمل فتاة ليل وتحلم بالحب الرومانسي »ماركة زمان«، وتعثر عليه مع راقص تنورة » فاروق الفيشاوي « فيحلقان معاً في أجواء من الرومانسية الشديدة، وهي امرأة تحمل متناقضات عدة في حياتها ولكنها بطبعها حالمة ومحبة للحياة، وهذا الفيلم يعيدنا إلي زمن الرومانسية المفتقدة بشدة في السينما وفي حياتنا بصفة عامة.

ولكن السؤال المطروح دائماً لماذا الإصرار علي أن المرأة تلعب دائماً دوراً شريراً باستثناء والدة ليلي علوي، في حين أن بقية النساء بمن فيهن الزوجة السابقة لفاروق الفيشاوي وأم ولده الوحيد شكلن نماذج فاسدة تدفع الرجل إلي الخطيئة..

ويؤخذ علي الفيلم الربط بين التخلص من الخطيئة والصوفية فحتي الابن اتجه إلي الرقص الصوفي، ومحاولة الاتجاه إلي السمو نتيجة خيانة صديقته وتصرفات أمه اللعوب..

تجدر الإشارة إلي أنه كان من المفترض أن يعرض »ألوان السما السبعة« في موسم عيد الفطر، ولكن قررت الشركة المنتجة للفيلم تأجيل عرضه جماهيرياً إلي عيد الأضحي، وذلك لكي يعرض في مهرجان القاهرة
.

ليست هناك تعليقات: