مدونة الصحفى كمال سلطان

حنين عمر الشريف.. ودرس فاتن حمامة

للناقد طارق الشناوي
هل يستحق عمر الشريف كل هذا الهجوم.. لماذا يصبح عليه وحده أن يتحمل طاقة الغضب وكأنه لوحة تنشين الكل يجرب من خلالها اطلاق الرصاص علي الدراما التليفزيونية.. البعض يعتقد أن الفنان يلعب بقانون السلم والثعبان.. اذا قدم عملا متميزا يصعد بالسلم إلي أعلي الدرجات واذا اخفق لدغه الثعبان وعاد مرة أخري للمربع رقم صفر ­­ فاقدا كل رصيده الذي حققه قبل اللدغة!!بداية يجب ان نعترف أن أسوأ حالات المشاهدة سواء للنقاد او الجمهور هي تلك المواسم الفنية المهرجان السينمائي الذي تجد محاصرا في اليوم بمشاهدة خمسة أفلام ­ علي اقل تقدير ­ تظلم هذه الافلام بعضها بعضا.. مهرجان رمضان الذي تتخاطفك فيه أكثر من 30 مسلسلا لاتستطيع ان تعيش مع مسلسل واحد وتخلص له.. لدينا طاقة لها حد اقصي لايمكن مهما امتلكت من قدرة ان تتجاوز تلك الطاقة.. ثم ان هناك بطبيعة الابداع الفني اعمال فنية لها قدرة علي النفاذ للجمهور في عز حالة الصخب وأعمال فنية أخري تضيع في الزحام.عمر الشريف في 'حنان وحنين' ليس هو المسلسل جهير الصوت القادر علي ان يجبر الجميع علي الانصات إليه مهما كانت الاحداث الأخري التي تبحث عن حقها في إثبات الوجود.. أيضا نحن نتعامل مع نجوم يترقبهم المشاهد عبر الشاشة الصغيرة من خلال التراكم عدد من النجوم ارتبطوا بها وحققوا مع الجمهور حالة من الترقب السنوي مثل 'نور الشريف' 'يحيي الفخراني' 'يسرا' 'صلاح السعدني' هؤلاء النجوم مهما تباين مستواهم من رمضان الي اخر الا انهم حققوا تراكم وتاريخ من الثقة لدي الجمهور.. 'عمر الشريف' يدخل الساحة وهو اعزل من كل هذه الاسلحة ولهذا فان كل من يحمل بداخله غضب ما قرر اطلاق زخات من رصاص الاحتجاج علي عمر الشريف.. المسلسل به فكرة استوحتها الكاتبة والمخرجة ايناس بكر، من حال عمر الشريف في علاقته مع مصر ­ نوستالجيا ­ الحنين والحنان يعبر بالضبط عن عمر الشريف.. وهو فكرة مغايرة بالطبع لما تعارفت عليه الدراما كخطاب ينبغي ايصاله للجمهور وهذا يأتي علي حساب الدراما بالطبع ولهذا اختار عمر الشريف كتاب 'رباعيات صلاح جاهين' يتابعه في كل المواقف..