الخميس، ٨ نوفمبر ٢٠٠٧
الأولة فى الغرام
كنت أنوي ترشيح "أفيش" هذا الفيلم ليكون "الأسوأ" علي الاطلاق هذا العام لولا ان صناع الفيلم تداركوا الخطأ الفاحش الواقع في عنوانه. وأسرعوا بعد الأسبوع الثالث لتعديله إلي كلمة مفهومة بدلا من الغموض الساذج الذي كان يكتب به العنوان هكذا "فالغرام" مع ان بجواره عنوانا آخر لفيلم لم يكتبه أصحابه مثلا هكذا "فحالك"!! وسواء كان هذا العبث في حرف "الجر" جاء عن جهل أو عن تأثير العولمة والتغيير بتحطيم كلماتنا التي نعرفها. فعلي الكبار "سنا وقيمة" ألا يجعلوا ثقافة التخريب تسود. وان يقفوا في وجهها بحسم.. وأعتقد ان هذا هو ما أراد ان يقوله وحيد حامد في فيلمه الجديد الذي كان اسمه "الوريث".. والتدخل ايضا جاء من "المورث"!! الأولة والثانية والثالثة في الغرام هي ان يتخلي الإنسان عن أنانيته وحبه لذاته وخضوعه المستمر لشهواته بلا أي ضابط أو رابط لها. وهي وان كانت نظرة اخلاقية واضحة إلا انها سلوك بشري سوي لاننا لسنا حيوانات نعيش في برية. حيث تمتد الشهوة إلي التقاتل من أجل المال وغريزة التملك حتي للعقارات الخاوية علي عروشها. وهو ما كنت أتمني ان يطوله الفيلم ليكتمل هدفه المأمول!! إننا نري رجل الأعمال الشاب عمرو السيوفي "هاني سلامة" صاحب شركات السياحة الذي يجد نفسه متورطا في قضايا ديون تؤدي به إلي السجن بسبب سفهه وانفاقه علي النساء.. وحينما يلجأ إلي عمه "جميل راتب" كالمعتاد يرفض هذه المرة مساندته ويتركه يواجه مصيره! إلا أن الشاب وبمساعدة محاميه "فاروق نجيب" وموظفة في مكتبه "منة شلبي" يهرب ويختبئ عن المعلم مغاوري "أحمد راتب" الذي يدير مملكة في المقطم من النشالين والبلطجية.. وتبدأ رحلة معاناة الشاب في الزهد في كل شيء بعدما كان مستهترا وفاسدا. حيث تتفتق حيل المعلم في قسوته إزاء من يتعدي الأصول.. وهي اشكالية لعب عليها الفيلم ببراعة كي تصدق أحداثه فاعتمد الأسلوب الكوميدي النابع من المواقف الدرامية لا النكتة والافيه.. لنكتشف في النهاية انها كلها "لعبة" من العم لتأديب وإصلاح وردع انفلات ابن شقيقه بالدعوة إلي الاستقرار وتدبير أموره! ألمح في الفيلم تأثيرا شكسبيريا علي نص وحيد حامد حيث نري تنويعة من "ترويض النمرة" ولكن علي رجل.. وسبق للسينما تناولها كثيرا. ومع ذلك اجتهد المخرج محمد علي في ترجمة النص بصورة مرئية تقترب من الفانتازيا ما دمنا في لعبة حيث بدأ فيلمه بالتترات الكارتونية الساخرة ثم ختمه بمشهد النهاية وقد ظهرت فيه تفاصيل اللعبة وكأنها حلم. وذلك بمساعدة المصور طارق التلمساني وموسيقي تامر كروان ومونتاج شريف عزت. وكلها تعاونت في تقديم بناء يتمتع بالاتزان البصري برغم بساطة الحدوتة وميلها للخفة! الممثلون في أداء وتوجه جيد برغم بعض الهنات يبرز مع هاني ومنة: جميل راتب وأحمد راتب وحجاج عبدالعظيم. بينما لا يزال الاصرار علي تشتيتنا باشراك العربيات في أدوار بنت البلد.. أخشي أن نستورد الصينيات أيضا في أدوار الداية والماشطة!!
محمد صلاح الدين
Salaheldin.g-@Hotmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٤ تعليقات:
اهو كده الكلام الف مبروك :)
انا شايفة ان الكاتب صلاح الدين عنده حق انا دخلت الفيلم ده مع صاحبتى متوقعين شئ و لقينا شئ تانى خالص العنوان فعلا غير نعبر بالمرة عن قصة و مضمون الفيلم و ده كان اول تعليق اخذ على الفيلم من الناس فى الصالة
مبروك مرة تانية و تحياتى
مستنين تعليقاتك باه عند بقيت المدونين عشان المدونة تظهر و الناس تشوفها
أولا مبروك على دخولك عالم التدوين
ثانيا بالنسبه للفيلم انا شفته مع صديقتى عاليا حليم واتصدمنا أن الفيلم مالوش صله بااسمه + وقاحة الفيلم
بس انا اعتقد ان الكاتب وحيد حامد عاوز يقول حاجه من خلال الفيلم وان الابطال عباره عن رموز سياسيه بس بصراحه مقدرتيش افهمها لانه اكيد مش حيكتب فيلم بالسطحيه دية
زى مثلا فيلمه دم الغزال كانت منى زكى بتمثل مصر وعلاقتها بالحكومه والارهاب
بصراحه عجبنى جدا
و لما دخلت الفيلم الاولة فى الغرام تخيلت انى حلاقى فيلم بنفس مستوى فيلم دم الغزال اللى كتبه وحيد حامد بس اتصدمت يمكن اكون مافهمتش قصده ايه فى هذا الفيلم
تحياتى لك
شكرا ياعالية ياجميلة لولاكى ماكانت هذه المدونة وشكرا يا نبضات يا أميرة الرومانسية
آنستم ونورتم
ومتقطعوش الزيارات
إرسال تعليق